الرزاز .. هل تعيدنا الحكومة الى عصر الكهوف؟
الفلكي عماد مجاهد
02-01-2019 03:24 AM
وانا اجهز نفسي للخروج الى الدوار الرابع الخميس القادم للاعتصام مع زملائي أبناء وطني الحبيب الذين يعتصمون احتجاجا على رفع الأسعار وزيادة الضرائب ومكافحة الفساد، الا انني ستكون لي المرة الأولى التي انفذ فيها اعتصاما في حياتي، ولكن ليس للمطالبة بتخفيض الأسعار وخفض الضرائب ومكافحة الفساد والمحسوبية، الا انني أهدف من اعتصامي المطالبة باحترام عقولنا ومحاربة الفكر الإرهابي الذي حرم الوطن من الكفاءات التي هاجرت الى بلاد الغربة التي تحترمها وتعطيها حقوقها.
دولة الرئيس
عندما تم تعيينكم مديرا عاما للضمان الاجتماعي كانت عن طريق المنافسة الشريفة اخذت بعين الاعتبار عدة أمور عكست امكانياتك العلمية والثقافية والفكر لديكم، وعليه لم نرى من دولتكم الا الإنجازات والروح الطيبة في التعامل مع الموظفين في مؤسستكم فوجدنا الابداع والتطوير، وحصلت على ثقة جلالة الملك عبد الله الثاني بتعيينكم وزيرا للتربية لتحصل بعدها مباشرة ليس على ثقة جلالة الملك فقط بل على ثقة الشعب والطلاب بسبب الفكر الحضاري الذي عرفناه عنكم.
وللأسف هذا ما نفتقده في تعيينات المناصب القيادية في الجهاز الحكومي، فيتم تعيين العديد من الوظائف القيادية لأشخاص لم نسمع عن أي انجاز لهم، وإذا ما تابعت السيرة الذاتية لهؤلاء لا تجد لهم أي عمل مميز في الجهاز الحكومي، ولا يحملون الصفات المطلوبة الضرورية لحمل هذه الأمانة الثقيلة، بل تجد ان هنالك من هم أكفأ منهم سواء في المستوى التعليمي او الثقافي وفي الإنجاز والعمل وحتى الدرجة الإدارية في السلم الوظيفي!!
ان هذه النتائج تعتبر كارثية على المؤسسة الحكومية التي يقودها هذا المدير، فلا يكون عادلا في التعامل مع الموظفين ولا يستطيع ان يقدم أي تطور مهم سوى الأمور الإدارية العادية التي يمكن ان يقوم بها موظف من الدرجة العاشرة، الا ان نتيجة هذا العمل الترهل الإداري الواضح والتمييز بين الموظفين وقلة الإنتاجية وهجرة الكفاءات الى الخارج نتيجة عدم قدرة هذا المدير المعين (بالواسطة) على هضمها بل يحاربها بكل معنى الكلمة.
للأمانة يعاني الكثيرين من المبدعين وأصحاب الفكر العلمي والثقافي الامرين في الجهاز الحكومي، فهو دائما محارب من خلف الكواليس وتزداد المحاربة كلما انجز عملا يخدم الوطن وليس التكريم، فتجد ان دوائر حكومية لم تقدم أي شكر وتقدير على إنجازات الموظف المبدع، في الوقت الذي تكرم فيه موظفين ليس لهم أي ابداع او تميز سوى انهم يمتلكون قدرات على التقارب من المسؤولين ليحصلوا على ثقة المسؤول وعلى كل الدعم!!
انني أتمنى من دولتكم الاخذ بجدية تامة موضوع تعيين المدراء والوظائف القيادية بعيدا عن تدخل الوساطات والمعارف، التي لم يجني منها الوطن سوى الترهل الإداري ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب وضعف الإنتاجية، حتى نحاول ان ننعطف نحو المسار الصحيح الذي يعيد الأردن الى الواجهة وفي مقدمة دول المؤسسات والقانون.