شومان تستعيد القراءة شرق عمان
د.مهند مبيضين
02-01-2019 12:07 AM
في خطوة رائدة تقرر مؤسسة عبدالحميد شومان افتتاح مكتبة «درب المعرفة» في شرق عمان، وهي كما جاء في رسالة المؤسسة ليست مجرد مكتبة اعتيادية، بل مساحة حرة وحيوية للأطفال واليافعين يلتقون فيها على اختلاف أعمارهم وخلفيّاتهم للبحث والاكتشاف من خلال أنشطة قرائية وإبداعية تفاعلية تعمل على تحفيز الفكر الخلاق.
هو جهد نبيل بلا شك، في «درب المعرفة» يسعى إلى تكريس ثقافة الكتاب والقراءة في رحلة الأطفال واليافعين على دروب معرفتهم ضمن بيئة صديقة وممتعة فيها القراءة والأنشطة الإبداعية، التي سوف تسهم في بناء ثقافة جيل بأكمله.
لاحقاً تبث المديرة التنفذية لمؤسسة شومان فالنتينا قسيسية صورا للأطفال يفترشون الأرض بين الرفوف، بحب ورغبة كبيرة. وفي رد واضح على مقولة أن الشعب لا يقرأ، وهذا صحيح ففي الأطراف، هناك شوق وشغف للقراءة وهناك فائض وعي سياسي واقتصادي واجتماعي.
نعم القراءة هي الهاجس والكتابة هي حلّ للتطرف والغضب، والثقافة هي دواء كل العلل، واليوم تسهم مؤسسة شومان خارج حدود الترف الثقافي المعتاد للمؤسسات في الجانب الغربي من عمّان.
الأطفال أثبتوا أنهم يريدون كتباً، كما يريدون خبزاً، وتجربة مؤسسة شومان يجب أن تتوسع وان تلقى الدعم والإسهام الشعبي، والإسناد الحكومي، ففي كل مكتبة نُشيّد فإننا نبني وطناً من الطاقات والطموح والمستقبل.
لا حل لمكافحة الفقر وفقدان الأمل وخطاب الكراهية، إلا بانماء القراءة واشاعة الكتاب بين الناس، وهنا يجب اعادة حصة المكتبة في المدارس ويجب دعم مكتبات المدارس في القرى فقد كانت في زمن ماضٍ سبيلاً من سبل بناء شخصية الطالب.
اليوم ضاعت حصة المكتبة وضاعت حصة المهني والفن، فأضعنا الطلاب وأضعنا الثقافة، لكننا حين نعود فإن العودة يجب أن تكون مقنعة، ويجب ان تكون فاعلة ولا تكون ديكورية أو ذات بعد دعائي.
الناس حين نود اقناعهم بالمشاريع الثقافية والتنموية يجب ان نقدم لهم الأفضل، ويجب احترام عقولهم. كي لا نقف أما أسئلة بلا اجابات، وهذا ما فعلته مؤسسة شومان فقد قدمت خدمة راقية وبأفضل معايير الجودة.
الدستور