الإسلاميون والبخيت و( ولا تقربوا الصلاة .. )جهاد المومني
10-05-2007 03:00 AM
مما قاله رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت الخميس الماضي في عجلون (أن الإسلاميين في الأردن جزء أصيل من النسيج الوطني وأنهم محط احترام الدولة والحكومة)،هذه العبارة غير مقتبسة تماما من حديث طويل لرئيس الوزراء ولكنها تلخص المضمون الكلي للجزئية المتعلقة بالإسلاميين وما أثير مؤخرا من أن البخيت هاجم جبهة العمل بشكل خاص.وللحقيقة فأن الردود التي أثيرت لم تأخذ إلا بالفقرة التي قارب الرئيس فيها بين موقفين واحد لبعض قيادات الأحزاب المعارضة ومنها جبهة العمل الإسلامي والثاني لإسرائيل من بعض تقاطعات السياسة الخارجية الأردنية وبخاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل نفسها، وهنا بالذات يقترب الموقف الإسرائيلي (غير الرسمي) مع عشرات المواقف لأحزاب وتيارات سياسية عربية ومع بعض أنظمة الحكم في عالمنا العربي أيضا ،وأحيانا تتشابه المواقف لدرجة أن الهجمة على الأردن تنطلق مرة واحدة من أكثر من مصدر عربي ومن إسرائيل بنفس التوقيت وبنفس الأدوات ،وفي بلدنا بالذات يحدث الشيء نفسه ومع ذلك لا أحد يعيب على المعارضة أن موقفها كثيرا ما شابه موقف المتطرفين في إسرائيل، وبخاصة عندما يشطح بالبعض الخيال لتصور المستقبل بدون هذا البلد ،أو عندما يسعى البعض الآخر للتكسب عربيا وإقليميا على حساب الأردن فيجعل مما حولنا واحة أمن واستقرار وقومية ما عدا الأردن...في إسرائيل صحافة بعضها يعادي الأردن وقد كان الأمر كذلك في أحسن سنوات السلام ،وهذه الصحافة تستخدم مفردات تتكرر في بعض الصحافة الأردنية،بل أن صحفيين وكتاباً يعتمدون في مصادرهم على صحافة إسرائيل لترجمة كل ما من شأنه الإساءة ،ولعل ما حدث لتصريحات جلالة الملك خلال لقائه رئيسة الكنيست الإسرائيلية من تحريف لأكبر دليل على أننا نواجه عدوا متعدد الوجوه وأحد هذه الوجوه البشعة ترجمة الأكاذيب ومنها الافتراء على الموقف الأردني من حق العودة وهي لب الخصومة الأخيرة بين الحكومة والإسلاميين الذين اعتمدوا على ما قيل في إسرائيل واقتربوا بموقفهم - ربما عن غير قصد - من مواقف بعض الجهات المتطرفة هناك. قد تكون مصادفة ان يتشابه مواقف بعض زعامات أحزاب المعارضة من مواقف إسرائيلية ،ولكن مجرد الاقتراب من هذا الموقف الغريب عن الأردن والمعادي له يعتبر ( تكتيكا رديئا ) سواء تعلق الأمر بالأحزاب او بالصحافة التي تترجم وتنشر سموم هآرتس ومعاريف ويديعوت أحرنوت وغيرها ،وهاتان الكلمتان هما بالضبط قالهما الرئيس البخيت في عجلون ولم يخص بهما جبهة العمل الإسلامي دون غيرها من الأحزاب التي تبنت نفس الموقف وراحت تردد ما قيل في إسرائيل وتطالب بتفسيرات وتوضيحات من الحكومة معتمدة على ما قيل في الصحافة الإسرائيلية رغم صدور بيان أردني ينفي الافتراءات الإسرائيلية جملة وتفصيلا. لقد وصف الرئيس هؤلاء على اختلافهم باستخدام ( تكتيكات رديئة )وهم - على حد قوله - عناصر وبعض القيادات المستجدة التي هدفت للتشكيك بموقف الأردن المشرف تجاه القضية الفلسطينية ،وفي التوضيح اللاحق عاد الرئيس ليؤكد أن حزب جبهة العمل الإسلامي محط تقدير واحترام ولكنه كأي حزب وكأية حكومة يعاني من خروج بعض القيادات عن القواعد ،فما هي أسباب الزوبعة التي أثيرت مؤخرا على أقوال الرئيس في عجلون ،ولماذا يندفع البعض في جبهة العمل للتصدي لكل ما يقال وكأن الحزب لا يملك غير المواجهة تكتيكا ويضع نفسه في قفص الاتهام إزاء كل تصريح يطلق هنا او هناك،ثم لماذا كل هذه الحساسية في التعاطي مع مواقف الغير دون الأخذ بعين الاعتبار انه لا يجوز اجتزاء الأقوال والإمساك بكل ما من شأنه توسيع الهوة وخلق الأزمات ،هل للانتخابات القادمة دور في هذا التصعيد ضد الحكومة والانتقائية في الرد والتنديد على قاعدة أن الشعبوية تقتضي مواجهة الحكومات دائما...!!! |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة