مع بداية سنة 2019 راقبت تمنيات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي ،شعرتُ ببعض الستائر تحجب رؤية البعض عن الشعور بالأمان..أقول لهذا البعض أنني سأحدثكم عن الإرادة.
نعم..كل المشاكل تنبثق من إرادتنا ، لانها تعني التقاتل مع الوجود بأسره ..في اللحظة التي نتخلى فيها عن إرادتنا عن طمعنا بالمال و السُلطة و المكانة و كل ما يشبه ذلك ..يُصبح كل شئ ملكاً لنا ..فوراً يفتح الوجود بأسره ابوابه لنا ..نصبح قادرين على إكتناه كل الأمور .
الناس مقاتلون قساة. تجعلهم الحياة قساة لانهم تحوّلوا الى مقاتلين فيفقدون شيئاً فشيئاً سلامهم الداخلي و إنسانيتهم و يصبحون أشبه بالصخور ؛
والشخص الشبيه بالصخرة هو شخص ميت فهو يحيا بالإسم فقط، إنه لا يحيا حقاً.
فالغنى الحقيقي هو الإستغناء .
عندها يُصبح كل شيء آمناً ، وهكذا يزول الشقاء و القلق بشكل طبيعي و تصعد من ذاتنا نعمة عظيمة و نفرح بالوجود كيفما كان .
الطريق الى السعادة والفرح هي القناعة ، هي ان تحيا من خلال القلب و الوعي .. ليس من خلال الرأس لتصبح الحياة محبة و تعاطف غير مؤقت ، تصبح أغنية ، رقصة و إحتفالاً .
فالغني من يستغني ..،
هو من
ينتفض على الإسقاطات المتوارثة ، يتعالى عن * الأنا * ، من يصل الى النفس الحقيقية ؛ و من عرفها يكون قد عَرِفَ كل ما في الوجود ..قد عرف المجهول .
فالناس نوعان ..أناس يطلبون المزيد دائماً و لا يكتفون بما هو متوفر و عندما يصبح ما يطلبونه متوفراً يستمرون في طلب المزيد ..و ناسٌ يتمتعون بما يملكون و لا يهتمون بالمزيد و المعجزة انه يتوافر لهم المزيد لانهم أدركوا ان الحياة مسرحية و دراما جميلة فيلعبون لعبة الحياة بقناعة و الفرح بالقليل او بالتفاصيل الصغيرة المفرحة لانهم يعرفون انهم ليسوا جزءاً من هذه اللعبة - المسرحية-
إنه دورٌ فقط نلعبه في دراما الحياة..
هذا الدور ليس وجودنا انه الذات الإلهية المسجونة في كل واحد منا.
...نحن شئٌ يتجاوز الجسد و العقل..
نحن شئٌ كنا دائماً هنا...ولسوف نبقى.
دائماً هنا.. في داخل اعماق ذاتنا ..هناك شعلة خالدة دائماً.