رئيس الوزراء .. مرهق وصامد
ماهر ابو طير
28-07-2009 06:44 AM
يروي الرواة ، بسند في الحديث ، وبدون سند احيانا ، ان رئيس الوزراء يرغب بأن يرتاح ، وانه يشعر انه متعب ، تحت وطأة قضايا كثيرة ، وانه لا يطمح الى التمديد لعام ثالث ، في وجوده في رئاسة الوزراء ، وانه يتمنى ان يرتاح في اقرب فرصة ممكنة.
رواة اخرون ، يقولون رأيا اخر ، اذ ينسبون اليه ، ايضا ، انه في قمة نشاطه ، وان آثار العمل في رئاسة الوزراء البادية على محياه ، والتعب المرتسم على وجهه ، طبيعي ، بسبب وظيفته ثقيلة الاعباء والمهمات ، وانه لا يفكر بهذه الطريقة اساسا ، اي البقاء او عدم البقاء ، فهو يعرف ان باب مكتب رئيس الوزراء "دوار" دخله اخرون قبله ، وسيدخله اخرون بعده ، وهو لا يتعامل مع الموضوع من باب الامنيات ، فالقرار لصاحب القرار ، في نهاية المطاف ، ولايخضع لمعايير شخصية.
في تجارب عديدة ألمح رؤساء حكومات سابقون الى رغبتهم بالراحة والاستقالة ، فعبدالسلام المجالي اوصل رغبته بالاستقالة الى الملك الحسين ، بقصيدة شعرية ، والدكتور معروف البخيت ، قال في اجتماع امام الملك ، انه بعد الانتخابات النيابية ، سيؤدي التحية العسكرية ، ويعلن انتهاء المهمة ولفظها بالانجليزية ، وطاهر المصري ، عرض تقديم استقالته ، اكثر من مرة ، وايا كانت دوافع كل حالة ، ما بين الرغبة الحقيقية ، بالراحة ، او لاستكشاف جو صاحب القرار ، حول امكانية التمديد او الرحيل ، فان المبدأ يبقى واردا ، فمن حق اي رئيس وزراء ان يقول انه متعب او لا يريد الاستمرار ، او يعترض ضمنيا ، على نقص الامداد للرئيس في مجالات متعددة ، تجعله يرى في الاستقالة والراحة ، حلا ، لكل الاطراف.
في قصة نادر الذهبي ، تختلط المعلومة بالتحليل ، والامنية بالواقع ، فالذهبي بلا شك متعب ، وطلته تغيرت ، اذ امسى كمن كبر عشر سنوات دفعة واحدة ، وادارته لموقعه حاليا تثبت انه يريد "اقل خسائر" ممكنة يوميا ، وهو واذ نجح في ملفات خطيرة وهامة ، لا تنكر له ، لا في وجوده ولا بعد مغادرته ، الا ان هناك قضايا ثقيلة جدا ، ابرزها التشابكات مع مجلس النواب ، ووضع الموازنة التي سيصل العجز فيها الى مليار دينار ، مما سيفرض على البلد اقتراضا خارجيا ، او داخليا ، وقضايا تتعلق بالتنسيق وتبادل الشروحات والمعلومات ، ورئيس الوزراء يقول بشكل صريح لرواة سند ومن "اهل الثقة" في رواية الحديث السياسي ، انه يعرف انه سيخرج يوما ما ، وانه لا يتصرف باعتبار ان هذه اسابيعه الاخيرة ، وان كان يقبل ان تكون اسابيعه الاخيرة ، دون ان يكون صوته عاليا ، في ابداء رغبته بالتمديد لعام جديد ، او اعادة التشكيل ، او التعديل والتمديد لشهور اضافية.
الذهبي ، مرهق..ربما ، لكنه صامد ، ولم يرسل اي اشارة حاسمة حول رغبته بالتمديد ، او حتى الرحيل.
mtair@addustour.com.jo