المركز الكاثوليكي يقدّم رسالة السلام للعام الجديد
01-01-2019 04:07 AM
بعد مئة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، وبعد سبعين سنة على إعلان شرعة حقوق الانسان ، تحمل رسالة السلام التي يعلنها البابا فرنسيس مع مستهل هذا العام عنوان "السلام لهذا البيت" .
ويقول ان منحَ السلام هو محور رسالة تلاميذ المسيح. وهذه الهبة تتوجّه لجميع الرجال والنساء الذين يَرجون السلام وسط مآسي تاريخ البشريّة وعنفه! "البيت" الذي تتكلم عنه الرسالة هو كلّ أسرة، كلّ جماعة، كلّ بلد، كلّ قارّة، في تفرّدهم وفي تاريخهم؛ هو قبل كلّ شيء كلّ شخص، دون تفرقة أو تمييز. هو أيضًا "بيتنا المشترك": الكوكب الذي وضعنا الله فيه لنسكنه والذي دُعينا للاعتناء به بكلّ اهتمام.
تتحدث الرسالة عن تحدّي السياسة الصالحة، وعن المحبّة والفضائل الإنسانية من أجل سياسة في خدمة حقوق الإنسان والسلام، وتسمّي الرذائل الموجودة كذلك في عالم السياسة، واهمّها الفساد في أشكاله العديدة من اختلاس الخير العام أو استغلال الناس،. ولا تنكر رسالة السلام 2019 بأن هنالك السياسة الصالحة التي تعزّز مشاركة الشبيبة والثقة بالآخر. ويشكل العمل السياسي والمسؤوليّة السياسيّة في الواقع، تحدّيًا دائمًا لجميع الذين يتلقّون التفويض لخدمة بلدهم، ولحماية جميع سكّانه، وللعمل على تهيئة الظروف لمستقبل كريم وعادل. وتقدر السياسة أن تصبح حقّا شكلًا ساميًا للمحبّة إذا ما تمّ تطبيقها في إطار الاحترام الأساسيّ للحياة والحرّية وكرامة الناس.
وبحسب الرسالة البابوية، إن السلام، في الواقع، هو نتيجة لمشروع سياسيّ كبير يقوم على أساس المسؤوليّة المتبادلة والترابط بين البشر. ولكنّه أيضًا تحدّ يتطلّب أن يتمّ قبوله يومًا بعد يوم. السلام هو تغيير القلب والروح، ومن السهل التعرّف على ثلاثة أبعاد لا يمكن الفصل بينها في هذا السلام الداخليّ والمجتمعيّ:
السلام مع الذات، عبر رفض التطرّف والغضب ونفاد الصبر. و لسلام مع الآخر: القريب، الصديق، الدخيل، الفقير، المتألّم...؛ فنتجاسر على اللقاء ونصغي إلى الرسالة التي يحملها معه. والسلام مع الخليقة، فنعيد اكتشاف عظمة هبة الله وقدر المسؤوليّة الواقعة على عاتق كلّ واحد منّا، بصفته أحد سكّان العالم، وكمواطن ومسهم بتحسين للمستقبل.
في النهاية وفي أول أيام السنة الجديدة 2019، يطيب للمركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، ممثلا بمديره العام الأب الدكتور رفعت بدر، والمجلس الاستشاري وجميع الأعضاء، أن يقدم الشكر الموصول الى الأسرة الأردنية الواحدة التي احتفلت معا بعيد الميلاد السعيد هذا العام، ويشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رعاية جلالته للحفل الميلادي الذي أقامه مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، كما يحيي الأجهزة الأمنية السراج المنير والعين الساهرة على أمن واستقرار هذا البلد الحبيب، في وقفاتهم الرائعة التي شاركوا بها المصلين في الكنائس طوال الاحتفالات الميلادية. ويطيب للمركز ان يهنئ جميع الأردنيين والأشقاء العرب والأصدقاء في كل مكان، بحلول العام الجديد، كما يرفع التهنئة الصادقة الى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله، والأسرة الهاشمية، وجميع القائمين على حماية البلد ومقدراته، لكي يكون العام الجديد عام سلام وطمأنينة، عام حوار ووئام، وعام تحسين مستمر لأوضاع الشعب الأردني العزيز.
"السلام لهذا البيت" عنوان الرسالة السلامية لهذا العام الجديد، السلام لبيوتنا والسلام للوطن الذي هو بيتنا جميعا، وكل عام وأنتم بألف خير.
الأب د. رفعـــت بدر
المدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام