سكجها يكتب: شبيلات يستأهل الاحترام، وغيره أيضاً!
باسم سكجها
31-12-2018 10:02 PM
بات المشهد مُكرّراً، حتى أنّه صار سمجاً ومسيئاً إلى درجة غير معقولة، وهنا أكتب بسرعة عمّا حدث مع المهندس ليث سبيلات الليلة في مجمع النقابات المهنية في اربد، واستحضر ما حدث مع غيره، مع اختلاف المواقف وربما تناقضها.
أبو فرحان، كما شاهدنا في الفيديوهات المنتشرة، كان يتحدث عن الشهيد الراحل صدام حسين في ذكرى مشهد شنقه الشنيع، ذلك الذي جعل حتّى المعارضين له مؤيدين، ووضعه فارساً يواجه الموت أمام مؤامرة دون خوف، وذكر شبيبلات أنّ صدام حين منح الأردن تغييراً في المناطق الحدودية، عارضه البعض ولكنّه أجاب: ما في جيبنا في اليمين سيذهب إلى جيبنا في اليسار.
عندها، استمعنا إلى أصوات عالية تهتف: “يعيش يعيش يعيش”، في استخدام لتحية رأس البلاد أمام كلام أبي فرحان، ويبدو أنّ اللغط ساد المكان إلى درجة اشتباك بالكراسي بين الموجودين، أوصل إلى وقف الندوة، وابعاد الرجل عن المايكروفون، وعن المكان حفاظاً على أمنه.
لستُ من مريدي ليث شبيلات، ولم أكن مؤيداً للكثير من مواقفه، بل واشتبكت معه علناً في الكثير منها، ولكنّ الاحترام ظلّ يسود العلاقة الشخصية، وأكثر من ذلك فأنا اعتبره من “رياحين البلد”، وأضاف إلى الحياة السياسية الكثير، وينبغي التعامل معه على هذا الأساس، وهذا أصلاً ما جعل الراحل الحسين يُقدّم مبادرته التاريخية باخراجه شخصياً من السجن.
ليث لا يستأهل التعامل إلاّ بالاحترام، لا كما حصل الليلة، وكما حصل في مخبز صلاح الدين ذات مساء، ولا كما ووجه باشتباك مفتعل في ساكب قبل سنوات، وفي الحقيقة فإنّ ثقافتنا الحوارية باتت بلا هويّة، ويستطيع أشخاص قليلون في قاعة ما أن يُخرّبوا ما يمكن أن يكون حواراً حقيقياً.
عليّ، هنا، أن استذكر ما حصل مع الوفود الوزارية لشرح قانون الضريبة، في كلّ لقاءاتها الموزّعة على أنحاء الوطن، ولن أنسى ما حصل مع رئيس الديوان الملكي المحترم يوسف العيسوي مؤخراً، وفي مطلق الأحوال فبات ضرورياً دراسة حالة قليلين يمكنهم أن يمنعوا الحوار الصادق بين الكثيرين، وامسحها بذقننا يا أبا فرحان فخلافاتنا مع كبيرة، ولكنّ احترامك عندنا أكبر، وللحديث بقية، وكل عام وأنتم بخير!