أبدية البقاء بالذكرى الـ 17 لوفاة الشيخ فلاح الهزاع الدعجة
31-12-2018 08:22 PM
عمون - كتب الدكتور عبدالله فلاح الهزاع في الذكرى الـ 17 لوفاة والده الشيخ فلاح الهزاع الدعجة:
يوافق اليوم الذكرى ال 17 لوفاة الشيخ فلاح الهزاع الدعجه ، وقد ذكر الاستاذ المحامي علي الواكد العدوان في مقاله " القضاء عند البدو ... مواصفاته و رجالاته " المنشور في صحيفة الرأي بتاريخ 26 / 6 / 2011 ، في معرض حديثه عن قضاة العشائر (( و أما عمان و ما حولها فاشتهر بينهم الشيخ فلاح الهزاع الدعجه )) .
ان هذا الاستشهاد الذي أورده الباحث العدوان لم يكن اعتباطاً او عبثاً و إنما تأسيساً على مواقف و شواهد كثيرة في سيرة حياة هذا الشيخ و ما له من أيادي بيضاء على كثيرين ممن بزغ نجمهم في الاونة الاخيرة , يؤرخها هذا الباحث الفذ الذي يعتبر بمثابة مرجعاً و ناقداً لكافة الاجراءات العشائرية في مختلف القضايا و غيره من الرموز الاجتماعية في بلادنا العزيزة ، الذين في كل يوم اكتشف اشياء جديدة عن حياة الشيخ لم أكن أعلم بها ، و أسمعها لأول مرة من هؤلاء الرموز اصحاب المكانة الاجتماعية المرموقة .
يقول لي احد اصدقائه ان الضحكة ماتت عندما توفي الشيخ ، قلت له الضحكة لم تمت فمن أدخل السرور على قلب فتاة كانت تبكي حزنا على سيارتها الجديدة التي تضررت في حادث سير ، وتحدث الشيخ مع صاحب معرض السيارات ليعطيها سيارة جديدة دون أن يعرفها من هي وانما ليمسح دمعة هذه الفتاة المرهفه الباكية على سيارتها ، ويعوض فرحتها بفرحة اعظم فتحولت دموع الحزن الى دموع الفرح و السعادة بلقاء هذا الشيخ صاحب القلب الكبير و اليد السخية والقدر الجميل .
يقول لي صديق آخر له لقد كانت تثور ثائرة الشيخ اذا تحدث احد امامه بالغيبة و النميمة فاذا استمر بها لا يسمح له بالجلوس في مجلسه ، و في ذلك قول الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )) .
يقسم لي احد الشيوخ في الاردن قائلاً ان اباك اكرم الكرماء اللذين عرفتهم و لا تصدق ان قالوا هنالك اكرم من ابيك ، فقلت له الكرم أفضل وأشرف الخصال وأعز المواهب ، وكل نفيس جليل يوصف بالكرم ويعزى إليه ، ولذلك أهل البيت (عليهم السلام) يوصفون بالكرم والكرماء واكرم الكرم حسن الخلق ، و الكرم هو أن تعطي ما أنت بحاجة اليه فعلاً و تؤثر غيرك على نفسك و هذا بحاجه الى نفس عظيمة و شخصية فريدة من نوعها كتلك التي تربت في كنف الشيخ الفارس هزاع العبدالله الدعجه .
رحمك الله يا صاحب الرأي السديد و المشورة الصادقة و اليد الكريمة السخية و الفزعة التي لم تكن يوما الا في محلها ، فقد قال المتنبي :
يا مَنْ يُقَتِّلُ مَنْ أرَادَ بسَيْفِهِ أصْبَحتُ منْ قَتلاكَ بالإحْسانِ
فإذا رَأيتُكَ حارَ دونَكَ نَاظرِي وَإذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني
رحمك الله يا أشم الأنوف التي عرفتها في زمن كثرت فيه الأنوف العفنة .
ابنك البار باذن الله
الدكتور عبدالله فلاح الهزاع 31/12 / 2018 .