حسن النوايا وحده لا يكفي يا دولة الرئيس
أ.د. أمين مشاقبة
31-12-2018 07:09 PM
قلت سابقا أن ما يجري على الساحة الأردنية من حراك هو ككرة الثلج متدحرج و متراكم و كما هو المثل الأردني " كلما طالت لمت غمور " ، و أن هناك عن ضرورة التحرك و اتخاذ اجراءات عملية تنعكس على حياة الناس و تساهم في تخفيف حدّة الاحتقان العام في الشارع ، و نؤكد اليوم بضرورة التصرف لحل المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية التي تواجه المواطنين في ربوع الوطن و تحديد معالم خطة اقتصادية شاملة فيها أبعاد عملية واقعية يلمسها المواطن تدريجيا لأن الوعود لم تعد تكفي و لا تنعش أو تريح الشارع .
إن الرشادة و العقلانية في مواجهة التحديات تتطلب قرارات سريعة بعيدا عن التلكوء و البطء أو التسويف، الفرد الأردني واعي و مدرك ولا يمكن له الرضاء الا من انعكاس القرارات و الاجراءات على حياته و معالجة ارتفاع السلع الأساسية بتخفيض ضريبة المبيعات على تلك السلع الى أقل من 4% ، وارتفاع سقف فواتير الكهرباء و الحياة بشكل متسارع يعالج باعادة النظر في الشرائح و أسعار الكيلو واط ، و المتر في المياه ، أهمية النظر في تآكل الرواتب و ضعفها باجراءات تحافظ على الدخول ، أهمية البدء في تخفيف حدة الفقر بتفعيل اجراءات صندوق المعونة ، أن مبدأ العمل يجب أن يكون شعار الحكومة التي مضى عليها زمن ضاع جزء من الوطن في العلاقات العامة على حساب تحقيق نمو اقتصادي مقبول من المعروف أن دولة الرئيس جاد و يدرك أهمية العمل و ضرورة التحرك في المعالجة الصحيحة و القدرة على احداث نقلة نوعية في الحياة العامة و خلق حالة الرضاء العام و التخفيف عن كاهل المواطن لكن لا يستطيع الانطلاق لعدة عوامل جزء منها لا علاقة له بها ، و جزء آخر يتعلق بمستوى الفريق ، و عدم وجود خطة عملية قابلة للتطبيق .
إن ما يقوم به الرئيس من اجراءات و قرارات هي بداية الطريق الصحيح شريطة أن يبتعد عن الوعود و الناس لا تستطيع الانتظار طويلا ، و ما الزيارات الخارجية لكل من تركيا و العراق و فتح الاسواق و زيادة التبادل التجاري التي ستقود الى نمو و من الضرورة بمكان زيارة القطر السوري الشقيق لعدة عوامل منها ما هو سياسي و اقتصادي و اهمها هو التسريع في عودة اللاجئين السوريين لبلادهم حيث استمرار اللجوء ، ووجود عمالة سورية على الأرض الأردنية يسهم في تعقيد ايجاد حلول لحالة البطالة في البلاد ، فالتخلص من العمالة السورية هو نقطة انطلاق لتحسن الأوضاع العامة في البلاد .
قلت أكثر من مرة أن شخص دولة الرئيس كرجل نظيف ، و منفتح ، و عقلاني ، و لديه حسن نوايا في العمل الجاد و ما علينا الاّ الصبر، و لكن الأخذ بحسن النوايا وحده لا يكفي.