نرفعه فوق رؤوسنا ليطاول السماء ، ننصبه فوق البنايات الشاهقة لانه اعلى من كل بنيان نجعله يسبح في الفضاء لانه يحتل ارضنا وفضاءنا الرحب وهو رمز الوطن وكرامة المواطن ونكرم الشهداء بجعله غطاء ولحافا لهم في لحدهم يعتز به الابطال في دفاعهم عن الوطن فيكون دائما مرفوعا في مقدمتهم انه العلم وراية الدولة ورمزها الذي يلتف حوله الجميع.العلم يجب ان يحتل لدى كل واحد منا التقدير والاحترام لانه يمثل كل واحد فينا ويمثلنا جميعا ويعبر عنا جميعا فنحن نعرف للغير من خلاله وهو يعرف للغير من خلالنا فالعلاقة ما بيننا وبين العلم علاقة تبادلية اذ انه يعبر عنا ، ونحن نعبر عنه ومن لا يحترم علمه لا يحترم نفسه ووطنه ولا مكان له في ظله والاعتداء على العلم هو اعتداء على الوطن فالعدو عندما يحتل ارضا او بقعة من وطن اول ما ينظر إليه هو العلم فيزيله ويضع علم دولته مكانه لان العدو يعبر عن الاحتلال باستبدال العلم ووضع علمه مكان علم الدولة التي احتلها فالحفاظ على العلم مرفوعا هو حفاظ على كرامة وتقدير الوطن وهو يعبر عن الاستقلال وعدم وجوده يعبر عن الاحتلال وهو يمثل الانتماء والولاء للوطن فبدونه وبدون معرفة مدى قيمته لنا فلا انتماء ولا ولاء لنا.
قد لا يدرك البعض اهمية العلم او قد يدركون ويتعامون عن هذه القيمة والاهمية للعلم او قد يربطونه بالمعارضة فهو اسمى من اي قيم اخرى في المجتمع وهو منزه عن أية خلافات بين الناس حول اي شيء سواء كانت سياسات او مبادئ فهو ارفع من ان يختلف حوله اذ لا مجال للاختلاف عليه او الاجتهاد للاختلاف عليه فهو من اهم القيم التي يجتمع حولها الناس في الدولة حتى انك عندما تكون على ارض وطن غير وطنك يجب عليك احترام علمها فما بالك في رمزك فمن لا يحترم العلم الذي يستظل بظله لا مكان له في الأرض التي يمثلها العلم.
قد نسمع ان احدا قام بالتعدي على علم دولته بأي طريقة كانت وفي هذه الحالة يجب ان يكون العقاب جسيما لان الاعتداء على العلم هو اعتداء على الوطن وعلى جميع المواطنين الذين يمثلهم العلم ومن هنا يجب ان تركز جميع مؤسساتنا وخاصة التربوية والاسرية على غرس قيم احترام وتبيان اهمية العلم في حياة الشعوب فهو ليس قطعة قماش لا قيمة لها ، فالمعاني التي تحتلها قطعة القماش هذه معان كبيرة وعميقة وكل لون من ألوانه يمثل معاني ورموزا كبيرة في حياة مواطن الدولة التي يمثلها.