سياستنا الخارجيه تفتح لنا أبواب العراق
د. عاكف الزعبي
31-12-2018 04:55 PM
لم يعد العامل القومي ذو قيمة في العلاقات بين الدول العربية، اضطرارات الجيرة وحدها هي التي تفرض نفسها اليوم على هذه العلاقات التي لم تكن مشجعة في كل الظروف والأوقات.
وقف الأردن مع العراق شعباً ودولة ولا يزال، ساعد العراق في الحصار الذي فرضته عليه أمريكا، واستقبل أبناءه يوم فروا من قهر الحروب والاقتتال، وظل وفيا في حماية حدوده من الإرهاب، ووقف على نفس المسافة من جميع أطيافه السياسية والمذهبية.
نرجو لما يبدو أنه انطلاقة جديدة للتعاون بين البلدين الجارين أن يستمر بذات الزخم المعلن اليوم وخلافاً لمحاولات سابقة ظلت تراوح مكانها منذ خمسة عشر عاماً.
حُرم الأردن من حصته في سوق العراق لأسباب يعرفها الجميع. وبقيت مشاريع العراق للتعاون مع الأردن تراوح مكانها في الإطار النظري دون تنفيذ لنفس الأسباب. حتى دين البنك المركزي الأردني على العراق لم يُسدّد للآن رغم وعود على مدى أكثر من عشر سنوات.
رئاسات العراق الثلاث ترتبط بعلاقات طيبة مع القيادة الأردنية. والأمل في أن يكون ذلك دافعا جديدا للعراق للتعاون مع الأردن الذي يمد يده دوماً للتعاون العربي وبخاصة مع العراق شريكه التجاري الأول.
إن سار التعاون بين البلدين على ما يرام فهو بالدرجة الأولى ثمرة لنجاح السياسة الخارجية الأردنية التي احتفظت للأردن بعلاقات طيبة مع كل من روسيا وتركيا لا ضير إن جرى توظيفها لإزالة التحفظات الإقليمية على دخول الأردن إلى أسواق العراق وقد تكون قد وظفت بالفعل.
يحتاج الأردن لكل مساعدة اليوم. ففي الطريق إليه استحقاقات تدفع بها قوى عظمى تتعلق بمصالحه العليا وثوابته الوطنية والقومية.
سياسة الأردن الخارجية هي سلاحه الأهم حتى اللحظة في مواجهة التحديات. وأي تعاون عربي فعال سيكون عوناً له لتصليب جبهته الداخليه ودعم سياسته الخارجية في مواجهة محاولات الاستفراد به.