لقاء الحكومة والنقابات .. وسؤال من الذي صعد على الشجرة
إيهاب مجاهد التميمي
30-12-2018 08:43 PM
كسر رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في زيارته الأخيرة الى مجمع النقابات المهنية حاجزًا نفسيًا سيطر على النقابات المهنية سببه انقطاع آخر ثلاثة رؤساء حكومات عن زيارتها. فخلال السنوات الماضية ساد انطباع نقابي بأن عهد زيارة رؤساء الحكومات الى المجمع قد طوي واستعيض عنه باللقاءات التي كانت تجمع النقباء بالرؤساء في رئاسة الوزراء، الى ان خطت اقدام الرزاز عتبات المجمع من بوابته الجانبية.
الزيارة التي احيطت بتكتم نقابي شديد تزامنت مع امطار الخميس المنتظرة في كل اسبوع والتي غسلت انطباع النقابيين ورطبت اجواء اللقاء من خلال الضحكات التي تعالت بعد حديث نقباء عن حظ الحكومة بمنخفضات نهاية الاسبوع التي تتزامن مع اعتصامات الرابع.
وقد «دارت النقابات المهنية على شمعتها حتى اضاءت» فكان ان تم تأكيد زيارة الرئيس الى المجمع في نفس اليوم بعد ان كانت الزيارة اقرب للوعد، الا ان ترتيبات ادارة المجمع سرعان ما كشفت عن تأكيد موعد الزيارة، فعلم جميع من تواجدوا بالمكان بها باستثناء الاعلاميين الذين فوجئوا بها وقادتهم الصدفة الى خبرها العاجل الذي غاب عن النقابات منذ نهاية العام 2011، من خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الاسبق د.عون الخصاونة الى مجمع النقابات المهنية.
وقد اوفى الرزاز بوعده للنقابات بزيارة المجمع بعد اسبوع من اللقاء الذي جمع النقباء بجلالة الملك، لكنه غادرها محملا بعشرات الوعود التي تنتظر النقابات تحقيقها، والخروج من حرج نقل تلك الوعود لهيئاتها العامة والتي اصابها الملل من تكرارها.
أما جرعة الامل والتفاؤل التي تحدث عنها نقباء خلال اللقاء والتي قالوا أنهم اكتسبوها خلال لقاء جلالة الملك، فقد اعربوا عن خشيتهم من نفادها في حال لم تترجم الحكومة توجيهات جلالة الملك بالشراكة في حل القضايا العالقة بين الحكومة والنقابات والتي زادت من الضغط الواقع عليها واتهامها بالتقصير والذي عبر عنه مجموعة ممن اعتصموا على باب مجمعها.
ولم يغب التفاؤل الحذر والتشاؤم المبرر عن حديث النقباء، في اطار حديثهم عن مطالبهم، كما لم يغب مدحهم للرئيس والذي استعان فيه نقباء بقواعد الفيزياء والرياضيات لايصاله للرئيس، قبل ان يشيدوا ببعض اعضاء فريقه الوزاري وعلى رأسهم وزير الصحة الذي حظي بإشادة النقابات الصحية على وجه الخصوص حتى ان احد نقبائها عبر عن خشيته ان يؤدي تكرار الاشادة الى ابعاد الوزير عن موقعه.
وقد كسرت الضحكات التي تعالت خلال اللقاء وابتسامات الرئيس التي طالها مدح احد النقباء، الجمود الذي غلف اللقاء الذي طرحت خلاله العديد من القضايا العامة ومن بينها مواضيع الفقر والبطالة والضرائب والعفو العام والحراك وموقوفو الرأي.
ولم تغب الحدية عن اللقاء وخاصة عندما تم التطرق لاضراب المهندسين والمهندسين الزراعيين العاملين في وزارة التربية والتعليم، والانذارات التي وجهتها الوزارة لبعضهم ودافع عنها امين عام الوزارة، الامر الذي اعتبره نقباء ردا تصعيديا قبل ان يتدارك الرزاز الامر ويطلب عقد لقاء مطلع هذا الاسبوع للتوصل الى حل للإضراب.
وفيما رأى نقيب المهندسين ان الحكومة والنقابات صعدتا على الشجرة في موضوع الاضراب، اعتبر نقيب المهندسين الزراعيين ان الحكومة هي التي على الشجرة وان عليها النزول عنها، بينما تساءل مراقبون من الذي على الشجرة: الحكومة ام النقابات؟