قراءة تقـيـيـمـية لنظـرية الأمــن الـفـكري
30-12-2018 10:55 AM
عمون - مندوبا عن وزير الثـقـافة ووزير الـشـباب رعى الدكتور نضال العياصرة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية وبحضور رئيس جامعة الحسين بن طلال الدكتور نجيب ابو كركي الندوة الفكرية تحت عنوان:
“قراءة تقـيـيـمـية لنظـرية الأمــن الـفـكري"
والتي نظمتها جـمـعيـة تنمـية الـديـمقـراطـية الاردنيـة بالتعاون مع جامـعـة الحـسين بن طـلال في المركز الثقافي الملكي يوم أمس السبت.
تحدث في البداية نضال الدباس رئيس جمعية تنمية الديمقراطية الاردنية الذي تولى ادارة الندوة عن الاهمية التي أنطلقت منها هذه الندوة والتي تركز على الامن الفكري الذي يعتبر الركيزة الاساسية في أمن المجتمعات فالامن الفكري هو أمن الاوطان وان علينا ان نبذل جهودا حقيقية في نشر الوعي الديمقراطي والاستماع الى الرأي والرأي الاخر حتى نتوصل الى أسباب الانحراف الفكري في المجتمع ونعالجه وان ما يميز المجتمع الاردني انفتاحه وتقبل الحوار الذي يوصل الى تفاهمات تساهم في أستقرار المجتمع بعيدا عن التعصب.
وقدم الدكتور حسن الدعجه الاستاذ المشارك في قسم الاعلام والدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال نبذة عن النظرية حيث أكد على النظرية تركز على أهمية الامن الفكري في الامن الشامل للدولة والمجتمع وهو مطلب رئيس للحياة الامنة والمستقرة، وتعد الحاجة اليه من ابرز الحاجات وأهمها في عصرنا الحالي. وإن الدوافع المتعددة لممارسة الجريمة تتطلب من فكر الانسان وماهية تصوراته وقناعاته، وخاصة مع ازدياد المؤثرات الفكرية بعد التقدم الكبير في تقنيات الاتصال والاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وشارك بقراءة تقييمية للنظرية الاستاذ الدكتور بسام العموش استاذ الدراسات الاسلامية في الجامعات الاردنية، ان ابرز مظاهر الخلل في الامن الفكري ، تتواجد على شبكات التواصل الاجتماعي وهناك عدة مظاهر للانحراف الفكري من شبكات التواصل الاجتماعي ابرزها: اطلاق الفتاوي في مواضيع هامة وحساسة تؤثر على كيان الدولة وفكر المجتمع من قبل مجتهدين لا يملكون الاهلية، وتجنيد الشباب والترويج للافكار الهادفة التي ترى مقابلة الفساد باعمال العنف باشكاله المتعددة، وترويج الامنيين والتستر على المطلوبين أمنياً والتعدي على الثوابت الدينية وتأجيج الصراع الديني والتطرف المذهبي من خلال تفتيت المجتمع وتصنيفه فكريا وطائفياً وتغذية التعصب بجميع انواعه ونشر الاشاعات والاخبار الكاذبة، مؤكدا على أننا يجب ان تكون عقليون لا عقلانيون ويجب الابتعاد عن الخلط بين الارهاب والفقر فالارهاب لا دين له كما علينا العمل على اجراء حوارات دينية حقيقية لا مجاملات لانها ستوصلنا الى الامن الفكري الذي ليس بالضرورة ان تكون معالجتة أمنية بحته .
وتحدث الدكتور جمال الشلبي استاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية ،أن التنظمات السياسية أستطاعت العمل على التاثير على أفكار الشباب واستقطاب فئة في ظل غياب الحوارات الفكرية التي تنشر الوعي الفكري في المجتمعات مضيفا أننا نشخص الحالة وعلى صاحب القرار في الدولة المعالجة وفق ما يراه مناسبا .
وقدم الاستاذ الدكتور نظام بركات استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك والذي ملاحظات اكاديمية على نظرية الامن الفكري موضحا ان النظرية يجب ان تنطلق من الواقع الى التطبيق حتى تتمكن من تفسير الاحداث التي حدثت في المجتمع العربي مع التركيز على أهميى نشر الديمقراطية وحرية الراي كاحدى ضمانات الامن الفكري. وأشاد بجهود الدكتور الدعجه في اخراج هذه النظرية والجهد العملي المبذول فيها.
كما تحدث الدكتور وليد عبدالهادي العويمر استاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة مؤته الذي قال ان المجتمعات عانت من الارهاب وتبعاته والخسائر المادية والمعنوية كانت كبيرة مضيفا أن الانحراف يعتبر مجموعة من العوامل تؤدي الى التطرف وبالتالي يصبح لدي الغلو وبالتالي يتحول الى ارهابي، مشيدا بالبعد المنهجي الذي استخدمة الدكتور الدعجه في النظرية والتي من وجهه نظرة تصلح في تطبيقها على المجتمعات الاسلامية ويصعب تطبيقها ف المجتمعات غير الاسلامية.
وفي نهاية الندوة جرى حوار مطولا بين المشاركين والمتحدثين ركزت على النقاط الايجابية لنظرية الامن الفكري وان علينا ان نواجه الفكر بالفكر ونميز بين الامن الفكري والامن الوطني ونحدد أسباب الارهاب ونشخصها ونعمل على معالجتها حتى نحافظ على أمن المجتمع واستقراره.