في الهاشمية ما وراء المنتج أعظم
د.هشام المكانين العجارمة
30-12-2018 02:53 AM
حديث اليوم ليس عن واقع إنتاج الهاشمية برغم قيمته وتفرّده، ولكنه عن سياسة إدارة الجامعة الهاشمية في دعم الأفكار ورعاية الريادية منها، بل والاستثمار فيها، وتذليل العقبات والتحديات لتحقيقها.
إذ لاشك أن انتاج الهاشمية ٢ وقبلها الهاشمية ١ وهي سيارة تعمل على الطاقة الشمسية موضع فخر واعتزاز، خاصة عندما يتم تسخيرها لخدمة أكثر الفئات حاجة للتمكين ألا وهي أولي الضّرر من الطلبة وخدمة منظومة الأمن الجامعي.
وهنا قد يتساءل البعض: ما الجديد؟ والسيارات العاملة على الكهرباء متوافرة وبكثرة وبإمكان الجامعة توفير البعض منها لخدمة أولي الضرر وغيرهم! وهنا لا بد من ايضاح أن الاعتزاز لا يكمن بتوفير سيارة تعمل على الطاقة الشمسية وحسب- رغم أنه إنتاج لم يسبق بقبله على الساحة الأردنية- بقدر ما هو في الترجمة الأصيلة والفريدة لفِكر الطلبة وأساتذتهم ليكون على أرض الواقع، ففرحة الانتاج والإنجاز لا يساويها فرحة، خاصة عندما يشعر الطلبة بأن أفكارهم مُرحب بها وأن جهودهم مقدرة، وأن بإمكانهم الإنتاج والتميز في أرضهم ومؤسساتهم ليصبح واقع المنجز صُنع في الأردن لا صُنع في الصين، ويبقى التساؤل والتّأمل: ماذا لو تم تطوير الهاشمية ٢ وتعميمها على جامعات الدولة ونواديها وملاعبها ومؤسساتها.
الهاشمية كجامعة لفتت إنتباه الجميع تؤمن حقاً بكوادرها وطلبتها وتعول عليهم الكثير، فهم جزء لا يتجزء من الجامعة ككل. لذا، أخذت الجامعة على عاتقها بأن تكون حاضنة للفكر والإبداع، وذللت الجامعة إزاء ذلك العقبات التي تحول دون تحقيق المنجز.
كما أخذت الجامعة بالقول السائد: "لا يوجد إنسان ضعيف وإنما يوجد إنسان يجهل مواطن القوة لديه"، فكيف إذا كان ذلك الإنسان في الجامعة التي تؤمن بالإنسان ومقدرته وقوته وتسعى لتمكينه وتسليحه بالعلم والمعرفة إنطلاقاً من أن أساس الدولة الإنسان فهو محورها ومحور إنتاجها وقانونها.
إنسان الهاشمية أستاذاً كان أم عاملاً أم طالباً هو ركيزة العمل وهو محور العملية التعليمية والتعلمية، وإزاء ذلك فإن دعمه ودعم فِكره والاستمرارية في ذلك هو واجب ديني ووطني وأخلاقي، لاسيما أن الإنسان أغلى مانملك، وهو حقاً ثروة الأوطان ومُحرك إنتاجها وتقدمها.
وفي واقع احتضان الهاشمية للأفكار الريادية الشواهد كُثر، ولا غرابة بالقول: أن أي إنتاج قائم أساسه فكرة كانت راكدة في العقل ما أن سمح صاحبها لنفسه بالتعبير عنها حتى نضجت وأصبحت واقعاً ملموساً تحمل اسم صاحبها وداعمها. وفي قول رئيس الجامعة :"في الجامعة مناجم فِكرية خلّاقة يجب استثمارها والبناء عليها" حقيقة لا يمكن إنكارها، وإزاء ذلك لا غرابة أن تُفتح الأبواب لأصحابها وتُرخى الأسماع لهم ويُقدم الدعم كامله لترجمتها على أرض الواقع.
وما دعم إدارة الجامعة لتشكيل الأندية الطلابية في جسم الجامعة وعمادة شؤون طلبتها والتي تزيد عن الثلاثين نادياً في حقول مختلفة - منها الأدبية والثقافية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية والتطوعية- ودعم الأفكار الفردية إلّا دليل على قدرة إنسانها على العطاء والتميز، بعيداً عن هدر أوقات فراغهم واجهاض بنية أفكارهم، ليكون البناء في طاقاتهم وصقل شخصياتهم وتنوير فِكرهم حاضراً يُشار له بالإنتاج والتميز والعطاء.
ختاماً
وفي ضوء ما سبق، وما أتاحته الهاشمية اليوم لطلبتها من قدرتهم على التمعن بمواطن قدرتهم وريادتهم والتعبير عن فِكرهم أيا كان مجال ذلك يُشهد لإدارة الجامعة اليوم سياسة الأبواب المفتوحة واستقبال الطلبة على طاولة رئاستها المستديرة وقولها الدائم لطلبتها (Done)، وفي ذلك رسائل لدعم الفِكر وصاحبه، وما يُطلب اليوم هو الاستمرارية في الدعم وخلق الفرص للريادة والإبداع والابتكار، ولا اعتقد بأن الهاشمية تقبل بغير ذلك، خاصة بعد أن رسمت الهاشمية بريادتها وإنتاجها الفرح والسرور والابتهاج على محيّا جلالة الملك خلال زيارته الأخيرة للجامعة، وبعد أن قطع جلالته - حفظه الله ورعاه- على نفسه الوعد بتكرار زياراته في المستقبل للهاشمية جامعة الإنتاج والإنسان على حدٍ سواء.
نهاية
تبقى الشواهد أنبل دوافع الكتابة.
حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا
الدكتور هشام المكانين العجارمة