جرت العادة ان يتم اعلان القبول في الجامعات الرسمية في النصف الثاني من شهر ايلول من كل عام للدورة الصيفية وفي شهر شباط للدورة الشتوية .وتبقى تنتظر الجامعات الخاصة الرحمة (الطورة الثانية) لما تبقى لها من اعداد يسيرة من الطلبة بعد القبول الموحد والموازي للجامعات الرسمية , ولمن لا يعرف ما المقصود بالطورة الثانية ففي المناسبات والدعوات ايام جدودنا وايام الخير كان الضيوف واصحاب المقامات يتناولوا الغداء او العشاء(مناسف) وبعد ان يكملوا العشاء ياتي دور الطورة الثانية وان تبقى (بالجدر) بعض اللحم يوضع على السدر للطورة الثانية او ان لم يبق شيئا بالجدر فهم ياكلون الفت وعض فتافيت اللحم التي تركوها اصحاب الطورة الاولى.
وهو الحال لجامعاتنا الخاصة والكليات الجامعية التقنية وكليات المجتمع التوسط وهي اكاد اجزم انها الطورة الثالثة التي لن تجد الا القليل القليل.
واذا كان الطالب هو احد ثالوث العملية التعليمية في الجامعات(عضو هيئة التدريس ،والطالب ،والمستلزمات التعليمية والحاكمية) فكيف لهذا النظام التعليمي سينجح في الجامعات الخاصة والكليات التقنية بما فيها جامعة الحسين التقية واحد اضلاعها محكوم عليه بالضعف (الطالب)ما تبقى من طلبة بعد القبول الموحد في الجامعات الرسمية من اصحاب المعدلات الاقل والذين لم تؤهلهم قدراتهم(على اعتبار ان امحان الثانوية العامة العامة الاردنية هو امتحان قدرات وليس امتحان تحصيلي) ،وهو الذي يحدد قدرات الطالب كمدخل للعملية التعليمية ومستوى هذا المدخل له تاثير بالغ في مخرجات العملية التعليمية.وقد يكون السبب وراء تشدد هيئة الاعتماد لمؤسسات التعليم العالي عند اعتماد الجامعات الخاصة من حيث الاعداد والذي لغاية الآن لم تطبق على الجامعات الرسمية حيث دائما يقوم مجلس التعليم العالي بقبول اعداد تزيد بكثير عن الاعداد المنسب بها من هيئة الاعتماد،مع العلم ان بعض الجامعات الرسمية قبلت في الدورات الشتوية على البرنامج الموازي اعداد في بعض ىالتخصصات اكثر من تلك التي قبلتها على البرنامج العادي(القبول الموحد) ,على الرغم ان البنية التحتية ومستلزمات العملية التعليمية في بعض الجامعات الخاصة افضل منها بكثير في الجامعات الرسمية (التي ترزح تحت ديون كبيرة بسبب الترهل في الجهاز الاداري والاعداد الكبيرة من الطلبة التي ارهقت موازناتها والبنية التحتية في هذه الجامعات واتي باستمرار تذهب الى القبول على البرنامج الموازي والبرامج الدولية اعداد كبيرة لتغطية جزء من التكاليف وبشكل خاص رواتب اعضاء هيئة التدريس.
وهنا يظهر انه حتي (الطورة الاولى فيها ازدحام وتنافس على المنسف) كون الموجود لا يكفي لاشباع الطورة الاولى ويطلبون من المعزب (؟؟؟)اضافة على الحصة(موازي).
يطلبون من الجامعات الخاصة التميز بمخرجاتها كطلبة خريجين والبحث العلمي غيره , وهم كما اسلفنا اعلاه يحرموها من احد الادوات الرئيسية وهي الطالب المؤهل (على افتراض ان الطالب صاحب المعدل العالي هو الطالب المؤهل). يجب ان تتساوى الفرص لجميع الجامعات الرسمية والخاصة من اجل ان تكون هناك منافسة عادلة وتظهر الجامعة صاحبة الجهود المميزة ولا يكون هناك تميير في تطبيق الانظمة والتعليمات وكفانا استثناءات والكيل باكثر من مكيال ,وان يطلع مجلس التعليم العالي بدوره والبعد عن الاستثاءات في التعامل مع الجامعات .فهل يا مجلس التعليم العالي الجامعات الرسمية التي سمح لها بفتح تخصص الطب في الآونة الاخيرة تملك مستشفيات تعليمية او لديها مختبرات ومياني مؤهلة اكثر من بعض الجامعات الخاصة التي تقدمت منذ سنوات تطلب فتح تخصصات طبية،وهل استمرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في التدقيق على البرامج الموازية في الجامعات الرسمية والتزامها بنسبة ال30% وهي من امهام الاساسية لمديرية مؤسسات التعليم العالي ورفعت التقارير خلال اخر سنتين الى مجلي التعليم العالي حسب التعليمات؟؟؟؟, لعل وعسى ان يبقى جزء ولو يسير للطورة الثانية.وانشاء الله ان نلتقي الاسبو القادم وهيكلة الرسوم والغاء الموازي من اجل العدالة التي ننشدها جميعاً في وطن نغتر عليه جميعاً.