قال تعالى:"فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها" صدق الله العظيم.
من المعلوم أن الإنسان يولد على الفطرة السليمة ألا وهي فطرة الخير، لكن قد تتعرض هذه الفطرة لبعض العوامل الخارجية، على سبيل المثال: عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية كثيرة وهنا يأتي دور الإنسان في أن يحافظ عليها من التغير وأن يجاهد نفسه كي يُبقي قلبه نقياً صالحاً للحياة الآدمية خالياً من كل تلك الشوائب بعد كل تلك المعارك والإنكسارات.
يولد الإنسان طفلاً وفي قلبه براءة الكون كله، يفرح بأبسط الأشياء ويثق بكل الناس، لا يهاب من أي شيء... ومع مرور السنين... يكبر هذا الطفل فيصبح شاباً يافعاً منطلقاً للحياة وعيناه تملؤهما الفرح، ساعياً لتحقيق أحلامه الوردية، ظناً منه أن كل من حوله يريد له الخير، فيبدأ مشواره بطرق جميع الأبواب وبذل كل طاقاته الإبداعية في سبيل تحقيق أهدافه والوصول إلى طموحاته وغايته، ليقع في طريقه أولئك الذين يّدعون أنهم يدافعون عن الشباب وقضاياهم ويهتمون لمشاعرهم وأحلامهم، فيبدأون باستغلال مواهب الشباب والتلاعب بمشاعرهم وزرع أملاً زائفاً في قلوبهم لصالح تحقيق مكاسبهم الشخصية، ثم بعد انتهاء مصالحهم يتحول الحلو إلى مالح،لا يعلمون حينها أنهم لم يقتلوا أحلام الشباب فحسب، بل هم قتلوا فيهم الحياة بأكملها، فأطفؤوا قلوبهم وامتصوا بريق أعينهم.
هم ليسوا مخلصين للشباب وقضاياهم، بل مخلصين لاحتياجهم لهم، وبمجرد أن تتغير احتياجاتهم يتغير إخلاصهم للشباب، لا يعلمون أن أصعب ما في الحياة تدمير الأحلام وكسر القلوب وموت الشعور.
لذلك كونوا إنسانيين ولو لمرة واحدة، دعوا الشباب يحلم... يعبر... ليعيش أروع ظروف وتلمع أعينهم بالفرح... لا تسرقوا منهم أجمل ما منحتهم الحياة ألا وهو نقاء قلوبهم وجمالها، دعوهم لمعتقداتهم بأن هناك على الأرض ما يستحق الحياة، فأنتم أيضاً كنتم يوما في مثل أعمارهم ولديكم أحلامكم... فإن لم تكونوا قادرين على احتواء الشباب فلا تزرعوا في قلوبهم نبضاً وأملاً لا يعرف كيف يهدأ، ساعدوهم لوضع أقدامهم على بداية الطريق أو اتركوهم بسلام فالغاية أبداً لا تبرر الوسيلة.