عمون - هنأ سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، الأربعاء في كنيسة الراعي الصالح الإنجيلية اللوثرية بعمان، رؤساء وممثلي الكنائس الشرقية والغربية وأبناء وبنات المسيحين في المملكة، بعيد الميلاد المجيد، بحضور عدد من الوزراء وشخصيات عامة مسلمة ومسيحية.
وأشار سموه إلى أن مبدأ الرحمة، الذي يجسده عيد الميلاد، يكمن في جميع الأعراف الدينية والأخلاقية والروحية، ويدعونا دائما للتعامل مع الآخرين مثلما نودّ منهم أن يتعاملوا معنا، مؤكدا ضرورة إعادة الرحمة إلى مركز الأخلاق والدين، باعتبار أن جميع الأديان السماوية والحضارات والمعتقدات والفلسفات الإنسانية دعت إلى الرحمة والمحبة والتسامح والابتعاد عن الكراهية وانتهاك حرمة الإنسان وحقوقه.
ولفت إلى الحاجة إلى المواطنة الحاضنة التي ترتكز على كرامة الإنسان، والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، بعيدًا عن الاختلاف في الدين أو اللون والعرق والجنس، مبينا أن أساسَ مفهوم الكرامة الإنسانية في الديانتين واحد، وهو اهتمام الله تعالى ببني البشر ورعايته الخاصةُ لهم، ما يفرض وجوب التحاب بين بني البشر وعناية واحدهم بالآخر من أجل خير الإنسانية جمعاء.
وأشار سموه إلى أن هذه هي الثوابت التي انطلقت منها النهضة الفكرية الثقافية التنويرية العربية، التي حمل مشاعلها رواد النهضة في العصر الحديث، وأوجدت الشراكة في النضال الوطني العربي القومي، حيث قاد الشرق العربي بمسلميه ومسيحييه هذه النهضة الثقافية والقومية، مبينا أن الأمن الذي نسعى إليه، هو الأمن الديمقراطي الإنساني المبني على العدل والصدق للجميع والعيش المشترك في خدمة الصالح العام.
وكان راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في عمان، ورئيس المجمع الكنسي للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة القس سامر عازر، قال إن الكنائس في الأردن بتراثاتها المتعددة الغنية، تعكس مبدأ المواطنة الشاملة للتعدد الديني والثقافي في أردن القداسة والمعمودية، وانطلاق فجر المسيحية من المشرق العربي إلى أرجاء العالم كله.
بدوره لفت سيادة مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ابراهيم عازر، إلى أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، بما فيها كنيستنا اللوثرية، يمدنا بالعزم والقوة لنصمد على تراب القدس ونحافظ على عروبتنا بالرغم من جميع التحديات التي نواجهها، مشيرا الى أن الأردن يمثل نموذجا للعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد.
--(بترا)