نمطية جديدة في الاعتذار الاردني
د. بلال السكارنه العبادي
26-07-2009 01:26 PM
سألت نفسي عدة مرات عما فعله محمد الجغبير هل هو جرأة ام حبه لزوجته ورغبته بالاستقرار العاطفي والنفسي وعدم قدرته ان يضع نفسه في مهب المطلقين في الاردن والذين تجاورز عددهم في العام الفائت عن 3500 وكأن الطلاق اصبح ملهاة جديدة لكثير من الشباب والفتيات في ظل منظومة اجتماعية تزداد تعقيداً وقهراً اذا كانت المطلقة انثى في البحث عن شريك جديد في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وكيفية الوصول الى القرار الصائب في اختيار الشخص المناسب فالجميع يبحث عن سيارة وشقة ورصيد للاب في احد البنوك حتى تكون غنيمة مناسبة لشريكة الحياة فاصبحت المعايير المادية والاقتصادية هي المعادلة المطلوبة في شريك او شريكة الحياة الزوجية .
ولذا فان السؤال الذي يطرح نفسة هنا ان محمد الجغبير قد راى من نفسه مذنباً واراد ان يكفر عن ذنبه في السلوك الذي قام به حلاً لمشاكله ولكن اختار الفكرة المناسبة لذلك والتي لم تكن لاقت استحساناً لكثير من الناس ، الا انه عبر عن كينونته ، وبالتالي جعل من اعتذاره حديث المحطات الفضائية والصحف ووكالات الانباء وشكل بذلك نمطية جديدة في الاعتذار بالاردن غير مألوفة بالعرف الاجتماعي ، وما جلب انتباهي في هذه الفكرة الجديدة والتي ارى ان محمد رائداً فيها ان يبادر وتبادر كافة الناس والمؤسسات والهيئات والذين ارتكبوا اخطاءاً بحق الاخرين بتقديم الاعتذار بنفس الطريقة والاسلوب والجرأة وبعد ذلك لرايت الاف اليافطات والعبارات مرفوعة في شوارع الاردن لكثرة الاخطاء والاساءات بحق بعضنا البعض .
ولهذا لا اعرف ما هي طبيعة العبارات التي سوف تكون مكتوبة على هذه اليافطات ، فماذا ستكتب الحكومة في اعتذارها عن الارتفاع المستمر في اسعار المشتقات النفطية وغيرها من الاخطاء في حق الشعب ، وماذا سوف يكتب النواب في اعتذارهم عن نسيان الشعب واهتمامهم في مصالحهم ومصالح المنتفعين منهم ، والتجار في جشعهم والمستشفيات الخاصة في طمعهم وامين عمان الكبرى ورؤساء البلديات في عدم تنفيذ خططهم ، واساتذة المدارس مع طلابهم وعدم تدريسهم بالشكل المناسب ،والازواج مع زوجاتهم والزوجات مع ازواجهن ،والنادي الفصيلي مع الوحدات والعكس صحيح ، والاقارب مع اقاربهم والزملاء في العمل والاصدقاء والصديقات ، وغير ذلك الكثير الذي يكون قد فاتني ذكرهم وبعد ذلك لن نلوم محمد على فعلته .
bsakarneh@yahoo.com