ابو حسن رئيس الديوان الشعبي
محمد العامري
25-12-2018 05:51 PM
منذ صدور الارادة الملكية السامية بتعيين يوسف العيسوي رئيسا للديوان الملكي العامر وذلك في العشرين من الشهر السادس في العام 2018 ، والعيسوي يحاول جاهدا أن يقدم نفسه كرجل شعبي أقرب الى الناس تنفيذا للتكليف الملكي السامي، وهذا التوجه يتمثل بسماع أنين الشارع وخاصة الفقراء والمظلومين منهم، وسبق للعيسوي وان ابدع في "مشروع سكن كريم" الذي كان يعاني مشاكل كثيرة، فهو رجل المهمات الصامتة حيث لا يفصح أبو حسن كثيرا عن إنجازاته الطويلة في الدولة الاردنية العلنية منها والسرية، بل أعاد الحق لأكثر من شخصية عامة مهمة جدا .
فما حدث في مساحات التواصل الاجتماعي لا يعكس الصورة الدقيقة بما يخص رئيس الديوان، وهذا ليس بغريب لأننا نعاني دائما من فوضى الاشاعة في تلك المواقع، عرفته منذ سنين تنوف عن ثمان سنوات على الاقل في أحدى لجان وزارة الثقافة حين كنت مديرا فيها، فوجدته المصغي الدقيق للافكار والملم بطبيعة الحلول الاجرائية السريعة والفاعلة.
لم أكتب هنا للمواربة وانما لنصرة رجل ظلمته مواقع التواصل الاجتماعي والتي لم تعكس الصورة الصحيحة لما حدث، والمراقب لاداء ابو حسن يدرك بلا عناء مدى تحيزه للطبقات الشعبية لينقل للقيادة العليا صورة المشكلة كما هي دون نقصان، فعبر تاريخه الطويل كان الأكثر حرصا على قوة الدولة وتجلياتها في الشارع، وصولا للمواطنة الفاعلة بعيدا عن الاصوات العالية، تلك الاصوات التي تدافع عن مكتسبات تاريخية دون النظر الى مستحقيها، فحين يتغير المسار في سبيل اعطاء الاستحقاق لمن يستحق ترتفع قوى الشد العكسي لتوقف كل مسار من الممكن ان يصيب تلك المصالح والتي أنتجت فسادها الخاص بها.
فالمرحلة الحالية في الدولة الاردنية لا تحتمل كل ذلك كوننا نمر في ظروف استثنائية ينبغي ان ندقق بطبيعة المقدرات لتصل الى مستحقيها.
يكاد يكون ابو حسن رئيس الديوان المتفرد في سعيه الدؤوب لتنظيم زيارات متتالية لجميع مناطق الممكلة الاردنية إيمانا منه بضرورة سماع المشكلة من اهلها دون الاكتراث بتنميقات المشكلة، تحديدا في وقت رفضت القوى الشعبية ممثليهم في مجلس النواب، فأصبح الديوان الملكي العامر هو الجهة الاكثر موضوعية في الذهاب الى جوهر المشاكل وتفكيكها.
فمساحة الانجاز تحكي قصتها بعيدا عن مسوغات الاشاعات الالكترونية العريضة التي وبلا شك لها مآربها الكثيرة.