في كل فترة زمنية تجد مواقع التواصل الإجتماعي في الاردن مادة للنقاش أو البحث عن شي مفقود فياخُذ رمزية معينة وقد تكون على شكل سياسي أو إجتماعي او فكاهي الخ ....

أغلبية الشعب الأردني على مواقع التواصل الإجتماعي انشغل بالبحث عن "شرشف الحجة"،من أجل الترفيه وتداول الضحكات ، لكنه لم يعطي حجة مريضة حقها في الطرح والهاشتاغ وهي (مرمية) على سرير الشفاء على باب مصعد في مستشفى الأمير فيصل ليلة كاملة ، تنتظر قدوم مسؤول يعطي حل او أمر للتعامل مع حالتها .

قد لا يُصدق غير الأردني وجود مثل هذه الحالة في الأردن ، الذي كان مقصدا للعلاج من عدة دول مجاورة ويحظى بسمعة حسنة ؛ عن تقدمنا في الطب وتقديم الخدمات العلاجية على أفضل وجه ، لو ان ابن المريضة لم يوثق الحادثة من خلال كاميرا جواله وهو يستجدي طالباً المساعدة ومعلقاً على الكارثة، كما ان التصوير افتقد وبيّن غياب الكادر الطبي او الكادر المعني بمحيط المريض..! ولغاية اللحظة لا نمتلك معلومة اين الطبيب او الممرض أو المدير او الفني.. أين المسؤول !؟
.

هذا التصرف ومثله عشرات الحالات اليومية في مستشفيات الأردن الا يُعد جريمة يحاسب عليها القانون ؟هل تعتقد ان يحدُث مانراه من معاملة وتقديم خدمة في دولة تحترم مواطنيها والإنسان لديهم اغلى ما يمتلكون ؟ ولو انها حدثت في هذه الدول لنصف ساعة فقط ،هل يبقى مدير أو مسؤول أو حتى وزير في منصبه، سواء كان خجلا منه او رغما عنه ؟

الى متى سنبقى نبحث عن مدير لتسيير الأمور وتسهيلها، وهو في مكتب يمنع الوصول اليه والسبب ، إجتماع او مغادرة مبهمة او استراحة غداء، ونبقى رهن اشارته وإيعازه ...

هل كل حالة بحاجة لحل تكون برفع فيديوهات وصور تقصيرية، أو كارثية للإيماء بان هناك خطأ او كارثة، ثم يأتي الفرج بعد ايعاز عطوفته اومعاليه ! متى نتحرر من الإيعاز والتوصية ،متى يتحرك المسؤول ؟ فقط بعد رفع المادة وتداولها على مواقع التواصل الإجتماعي!

متى نرى المسؤول في الميدان، وليس من خلال الشاشات وعبر الإذاعات بالتصريح والمديح، والوعود الغير مرئية على ارض الواقع .

التشخيص نصف العلاج وحل المُعضلة بالقطاع الطبي وتحديدا تقصيره، يكون بتواجُد المسؤول والوزير في الميدان ؛ بين المرضى ويتجول بالأقسام ويتابعها، فيعلم الموظف الكبير والصغير ان هناك رقابة قانونية إن غابت فيه الرقابة الذاتية ، ويعلم أن هناك عقوبة اذا أساء التصرف أو كان مقصراً .

حالتنا مضحكة لما آلت اليه اوضاعنا، وينطبق علينا إن لم تستطع المقاومة حاول أن تستمتع، فلا لوم على شعبنا لعدم البحث عن المسؤول عن حادثة الحجة والمصعد فكثيرة مواد التجاوزات والاخطاء التي تُعكر صفو مزاجنا وقليلة جدا ما تفرح قلوبنا، في بلد اصبح قائم على تلال من الفساد ويعامل المواطن والمريض كانه في بلاد منكوبة.

ليت ان شرشف الحجة مازال مجهول المصير ، لنجد شيئا يغطي ويخفي عنا عيوبهم ، ويغطي عالحجة اللي مرمية على باب المصعد .

#اين _المسؤول