كما تشابكتا منذ القدم أشجار السنديان والدوالي، واختزلتا تعابير الأرض، عبر الأردنيون باكراً عن مقدرتهم على صناعة الحياة والعيش المشترك.
ومع نهاية العيش، وأجواء الميلاد ورأس السنة الميلادية، يشعر الأردنيون بمدى الدفء الذي يقدمونه على مستوى الإقليم العربي، خاصة بعد أن مرت المنطقة بإعصار حمل مرحلة "عسيرة" في محاولاتها النيل من قيم هذه المنطقة.
نعم، فالأردن أسهم وتجاوز ما جرى بدولٍ مجاورةٍ من خطر الموت الأسود، ونجح قيادة ودولة ومجتمعاً وإنساناً من صون نموذجه في الحياة بين المسلمين والمسيحيين استناداً إلى شرعية قيادته، وألفة طباع إنسانه.
وكان الأجداد وتاريخهم هم المعين الذي نهلنا منه، وساعدنا في توفير مناخاتٍ تجاوزت ما مرت به المجتمعات العربية من تشظياتٍ وانقسامات جراء غياب الدولة وتغييب النموذج العربي في الحياة المشتركة.
والأردنيون، تقدموا بنموذجهم بمسلميهم ومسيحييهم على المحيط، ليكون قادراً على تضميد جراحه، وتجاوز ما اعترى المجتمع العربي من تشوهات، نكاد نجزم أنها بحاجةٍ إلى وقتٍ طويل لتشفى منها، ومن هنا تأتي أهمية الأردن في أنموذجه ليكون ملهماً للشعوب المجاورة، خاصة على صعيد الحياة المشتركة.
واليوم، ومع احتفالات الأخوة المسيحيين، جيران الرضا، ندرك كم تشابك السنديان والدولي حاملاً للوطن وللأجيال الحاضرة والمقبلة رصيداً من القيم يحتاج للبناء عليه.
فألفة الأردنيين هي حالةٌ تأتت نتيجةً لما بذلته الدولة بقيادتها والإستقرار الذي وفرته وصولاً إلى ما ننهل منه اليوم من دفء العلاقة.
فكل عامٍ وإخواننا المسيحيين بألف خير، ودام الأردن وطناً للحياة، وكل عام والأردنيين كافة بخير.
حمى الله الأردن