لا شك لدي بان كل من ينخرط في تنظيم إرهابي يقتل ويذبح ويسلخ ويقطع رؤوس الأبرياء وتحت أي مسمى أو شعار أو مبرر هو مريض نفسيا ويحمل داخل ذاته عاهة ناتجة إما عن عقدة ما في الطفولة انغرست في اللاوعي لديه أو عقدة ما نتجت من نبذه اجتماعيا ومجتمعيا، وفي تقديري انه لو جرت دراسة علمية هادئة للواقع الاجتماعي والثقافي والنفسي للإرهابيين من قاطعي الرؤوس فانا متيقن من أننا سنعثر على حقائق صادمة بشأن طبيعة هؤلاء القتلة مثل شذوذهم الجنسي وارتكابهم لجرائم مثل زنا المحارم وغيرها من الأفعال المقززة التي تجعلهم في مرتبة متساوية تماما مع مرتبة الحيوانات المفترسة وتجعل الحيوانات الأليفة في مرتبة أعلى وأرقى.
صُدم الاسكندينافيون في الأسبوع الماضي من جريمة القتل التي وقعت في مدينة مراكش في المغرب وراح ضحيتها فتاتين وهما الدنماركية لويزا فيستراغر جسبرسن والنرويجية مارن يولاند، والصدمة هنا ناتجة من أن المغرب هو وجهة سياحية آمنة للسياح الغربيين، أما السبب الثاني فهي ملابسات الجريمة حيث تم الاعتداء جنسيا على الفتاتين وبطريقة حيوانية صرفة وبعد هذا الاعتداء تم نحر الضحيتين بمنتهي السادية والبلادة وفقدان الشعور والإحساس.
لقد قدر لي مشاهدة فيلم الذبح، لقد افقدني القدرة تماما على تصور أو تخيل مدى إمكانية وجود «حيوانات» أو وحوش بشرية في حياتنا لديهم مشاعر وعواطف وعقول مثلنا، كم كان صعبا توسل الفتاتين خلال عملية النحر وصوت الموت و حشرجاته الذي كان يصدر من الضحيتين.
من الواضح أنها جريمة إرهابية مكتملة الأركان كما قال رئيس الوزراء الدنماركي، لارس لوكه راسموسن و أراد من خلالها الإرهابيون المرضى الإمعان في خلق العداء بين الدين الإسلامي وسماحته وبين العالم المتحضر بعد سنوات من بيات مدروس للخلايا النائمة وتحديدا في المغرب العربي توطئة لإعادة تسيد المشهد وخلط الأوراق السياسة وإدخال منظومة الأمن الدولي في دهليز السؤال الاستراتيجي ( هل انتهى داعش ام مازال موجودا؟) لا شك بان الأمن المغربي سيتمكن من كشف كل الملابسات، المتعلقة بهذه الجريمة، واعتقد انه سيركز على الرابط الموضوعي بين ما يجرى في باريس من عنف وسرقات وتخريب وبين هذه الجريمة القذرة، ومن باب هل هي جريمة بنت لحظتها و قام بها داعشيون «ذئاب منفلتة»، أم هي مخططة للتغطية على ما يجرى في باريس والمدن الفرنسية وقامت بها جهات أمنية كبرى تريد القول ان ما يجرى في باريس وغيرها من المدن الفرنسية والبلجيكية هي ثقافة خارجية لم تولد من رحم المجتمع الأوروبي.
جريمة مراكش هي إنذار مبكر لعودة داعش ولكن بشكل أكثر فظاعة ودموية ووحشية لخطف أوروبا والعالم عن ما تعانيه الإدارة الأميركية من مشاكل سياسية معقدة!!
الراي