استعادة الثقة بالحكومةأ.د. أمين مشاقبة
23-12-2018 12:07 PM
أن جلّ ما يتضح من الشارع الأرني أن هناك فقدان للثقة بالحكومة و الحكومات المتعاقبة و هذا متراكم و ليس آني ، فالثقة في معناها العام هي علاقة اعتماد بين اثنان الشخص المؤتمن عليه من المفترض أن يفي بوعوده و هي رمز و قيمة أخلاقية و ايفاء بالوعود ، و تتضمن عدم الشك ، و لغويا تعني الائتمان ، و في لسان العرب وثق به أي ائتمنه و تعني صحة الشيء و صدقه و تأتي من تكرار ثبوت صحة الشيء و تكراره و تزول أو تنعدم من تكرار عدم صحته و صدقه و بالبرهان ، ووجود مفهوم الثقة يعزز مفهوم الطاعة و الانضباط و الوحدة ، و زعزعة الثقة تؤدي الى الخلل في كيان الأمة و الدولة و المجتمع و يؤدي الى الانقسام و التشرذم و التفكك و عليه فأن الحكومات السابقة فشلت تماما في تعزيز ثقة الجماهير بها و عدم قدرتها على الوفاء بوعودها و غياب الصدفية و عدم القدرة على التعاطي مع التحديات و حاجات الناس ، فكل الوعود التي أطلقت لم تقدم شيء للمواطن الواعي المدرك الذي يسعى أو يحس تحسنا في أوضاعه الاقتصادية ، و الاجتماعية و حتى السياسية فالفشل و عدم الانجاز أدى الى فقدان مصداقية الحكومات ورجالاتها. البطالة في ازدياد ، و الفقر لم يعد جيوبا ، و المستوى المعيشي تردى ، و الجرائم الاجتماعية زادت و الغلأ و التضخم في ارتفاع و المداخيل و الرواتب في تناقص و غيرها من التحديات و المشاكل الذي لم يوضع لها حلول ، و من هنا فقدت الجماهير ثقتها بالحكومات و منها حكومة الرزاز الحالية اذ سقطت القيمة الرمزية و زاد الشك و التشكيك ، وأعتقد أن د. الرزاز رجل نظيف و غير ملوث لكنه فاقد للولاية العامة التي تدفعه للعمل و كثرت التدخلات من أكثر من جهة دستورية و من مراكز القوى المتنفذة و حتى يستعيد ثقة الجماهير لا بد من العمل و الأداء المميز و الانجاز الذي ينعكس على حياة الناس فالثقة من الممكن استعادتها بالانجازات و الأداء المتميز ، و صدقية الحكومة في اعمالها و مشاريعها و قراراتها ، فالمصداقية في القول و الفعل معا هو مفتاح ارجاع الثقة بالحكومة ، و بالمثل الشعبي لا بد من " أن تحط على النار " المواطن يريد أن يرى مصداقية الحكومة عمليا بما ينعكس على موائده و حياته اليومية بعيدا عن الوعود الكلامية الوهمية يريد أن يرى جهودا عملية لحل مشاكله و يلمس ذلك ، من دون هذا سيبقى فقدان الثقة قائم و اجواء الشك و التشكيك تخيم على الجميع ، فالمطلوب ، أداء متميز ، انجازات ، صدق و مصداقية و عمل دؤب يشعر به الجميع و هذا يتطلب رؤية و نهج جديد ، و رجالا عمليون مخلصون مؤمنون بالمصلحة الوطنية . |
نحن نوفر تعليم ثانوي أكاديمي مجاني ينتهي برسوب 70 كل سنة في التوجيهي لا يريدون العمل: حولت العمالة الوافدة إلى بلادها في 4 سنوات (2014-2017) رسمياً 12 مليار دولار حسب قاعدة بيانات البنك المركزي الأردني ولو بقيت هذه المبالغ الهائلة في يد المتعطلين عن العمل الأردنيين لعملت رواجاً اقتصادياً كبيراً ولما كان هناك شكات مرتجعة وغارمات في السجن، أمس رأيت بأم عيني عامل وافد حول 15 ألف دولار حصيلة وفره الصافي لسنتين خلاف ما حوله لزوجته وأطفاله قبل ذلك وهو غير ساكن عند والديه من المتعطلين الأردنيين!
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة