اقر بقناعة إن الشعار الذي طرحه المحتجون على الدوار الرابع هو بمثابة شعار يردده كل مواطن اردني في شتى اصقاع المملكة , وهو شعار حقيقي يعكس واقع الحال والتحديات المعيشية التي نواجهها ، والنظرة نحو أمل منشود من الحكومة وبرامجها واستراتيجياتها ,وبشعار :لا مزيد على المواطن ؟! فّهَم المواطن وقهره يكفيه تعبيرا عن ضعفه في تلبية حاجاته الاساسية وهو يرى الامور تسير بشكل بطيء ويأمل بحذر ، أن لا يكون مجرد محاولة لا تسمن ولا تغني من جوع .
معناش تعبير صادق عن حالة جيوب الناس ومعيشة االخلق ومعاناة المواطنين , معناش اكبر صرخة يطلقها المواطن الاردني جراء وصوله حد الكفاف , والعوز والحاجة المطلقة , وهي تعبير عن الدعوة لمن في يده الامر أن يدرك ان الواقع مر وان الاستمرار بذلك واقع قادم سيكون أكثر مرارة , وهي تنبيه لمزيد من الجهد والعمل واللحاق بحالة الناس قبل فوات الاوان .
معناش حالة تصويرية وشغف للبقاء, والحياه , فلقمة العيش بقاء وشربة الماء حياه , والامن بقاء , والانسانية حياه , فكيف يحرم الاردني من البقاء والحياه بفقدانه ابسط حقوقه وحاجاته . الناس عندما تشعر بأن الحلول على حسابه , تراه وبلا شعور سيطلق عبارة معناش وسيكبر بها صباح مساء خاصة وان حلولا رديفة كانت حتى القبض على مطيع مجرد أوهام مخدرة ويأس مريح ، كل هذا حمل الناس على عدم الثقة بكل جهد وطني لمواجهة الفساد ومحاربة الفاسدين المفسدين ، وهي أولى الخطوات التي تتعلق بحياة الناس وبقائهم . وهي مقاربة صعبه .
معناش معادلة وعرة ما بين طرف يمثل الاردن والاردنيين يتم فرض القرار عليه وطرف اقل من القليل يمرح ويسرح دون رقيب أو حسيب . وهنا تبدأ المفارقة المتناقضة التي تصب بالمطالبة بتطبيق العدالة والمساواه والنزاهة ..الخ
لمحة امل اشرقت على سماء الوطن في القبض على مطيع ولكن المعظلة الاكبر هو ما يتبع , ؟؟ فالشخوص الاعوان والشركاء والمسهلون , وغيرهم وغيرهم قصة مثل باقي القصص تحتاج لحل وفك شيفرتها في هذا (الحجب ) الذي طالما استعصى على الكثير من رؤساء الحكومات . فاذا استطعنا (فش غُّل) الاردنيين , فإن الاستمرار بمثل هذه الافعال سوف يحصن الثقة بالحكومة ويعيد التفاؤل الذي يعتبر الاساس في مستقبل اكثر نموا وتقدما .
بدناش التعبير المرادف الذي ردده المواطنون في الدوار الرابع جاء كنتيجة حتمية للتعبير الاول معناش , فالجيوب خاوية , والامال هاوية والتجربة مع الحكومات جافية لم تترك ولو بصيص أمل , خاصة وان العديد من رؤساء الحكومات كاموا كما ينطبق عليهم قوله تعالى ( يقولون ما لا يفعلون ) فكيف بعد كل هذه المعاناة نقبل بفرض المزيد من الجباية على جيوبنا الخاوية ، والضغط على نفوسنا البائسة .
بدناش تعبير جاء ليعكس حالة الرفض وعدم قبول المزيد من الضغط , فرب الاسرة ذات الدخل المحدود او الفقير أو ..الخ , غير قادر على تأمين حاجة اسرته الاساسية للبقاء من مأكل ومشرب وحاجات التكيف , والنمو والتطور حتى نصل للحاجات الانسانية بأكملها التي وصل اليها العالم .
معناش تعبير عن ارتفاع كلف التعليم ، ولا استطيع منع أولادي (الشاطرين بالدراسة) من حقهم في العلم والمعرفة وتحقيق تطلعاتهم , فهم أولا وأخيرا للوطن وحملة رايته في المستقبل , ولا بد من إعدادهم .
بدناش؛ لان اطفالنا وابناءنا يتابعون العالم ولا نستطيع ان نحقق لهم ما اتيح لغيرهم والذي يدفعهم للتساؤل وبالتالي الاحتجاج . بدناش لاننا كمواطنين لا نستطيع أن نرد على سؤال ابناءنا وزوجاتنا وجيراننا وأهالينا في القرى وألارياف , حول المفارقة العجيبة بين من تهيء له المواقع والفرص ، وبين من لا يخطو ولو خطوة وسط حصار أحمق اساسه الصراع بين من يعطي ومن يتقن النفاق. . بين من يتحمل مفهوم المسؤولية وبين من يتقن الكذب والتلفيق والزيف ، بين من يحترم المهنة وأخلاقها وبين من لا يتقن إلا الهبش والنبش , وتقضية المصالح . فلا تلوموا المواطن ولا تعاتبوا الوطن على هذه العبارات فهي الواقع وهي صرخة الألم .؟!
نعم إن مكافحة الفاسدين يعزز الامل القادم , وان محاسبتهم يرسخ الثقة بالحكومة والنواب وأجهزة الدولة وهي قواعد هامة جدا لتثبيت عزم المواطن وتعزيز تحمله , جنبا الى جنب توجيه وتبني فكر الطهارة والتطهير لأن يكون شعار مجتمعنا ووطننا ومستقبلنا , على اعتبار انه معول الثورة الوطنية البيضاء .
معناش وبدناش , عبارات ومفاهيم تحمل روح الحياة عند المواطن وقدرته على التعبير وبإسلوب راق يعكس مستوى الفكر والثقافة عندالغالبية الساحقة من المحتجين . فالمواطنيين يعشقون وطنهم ويوالون قيادته ويزرعون حتمية اجتماعية بعقد فريد بينها وبين الوطن بقيادته ودستوره , فلتكن شعاراتنا على الدوام عاش الوطن وليكن اسلوبنا تطهير الوطن وخلاص المواطن .