خَمْسُ بطاقات للميلاد هُزّي جِذْعَ النَّخْلةْ
حيدر محمود
23-12-2018 09:44 AM
لا بُدَّ أَنْ تُقالْ
بِرُغْمِ ما في الصَّمْتِ من حلاوةٍ،
لا بُدَّ أَنْ تُقالْ:
الرّيحُ حُبْلى، والمدى يَزْخَرُ بالمَطَرْ
(2)
الليلةَ أَجراسُ الميلادِ تُدَقّْ
رَحِمُ الرَيحِ انْشَقّْ
وُلِدَتْ كِلْمَةْ
والكِلْمةُ رَبٌ يَحمِلُ سَيْفَ الحَقّْ
هُزّي يا مريمُ جِذْعَ النَّخْلَةِ
يَسْقُطْ ثَوْبُ العَنْقاء
يَتَعَرَّ الجَسَدُ التّنيّنيُّ المُطْبِقُ
فوق الأشياءْ
هُزّي جذعَ النَّخلةِ، تَسْقُطْ جُدْرانُ
الظُّلمةْ..
يَتبارَكْ مَجْدُ الرّبِّ – الكِلْمةْ
(3)
الرّيحُ حُبْلى..
والجَنينُ – لحظةً، أو لحظتيْنْ
سَيُخرِجُ اليَدَيْنْ
أَخْبَرني.. لا يكذِبُ الوَدَعْ
أَنْ يَقْتُلَ المَصْلوبُ صالبيهْ
وأَنْ يَجفُّ الدَّمُ في حُلوقِ شاربيهْ
والسَّوْطُ – كُلَّما ارتفعْ –
وَقَعْ..
والْتَفَّ حولَ ضاربيهْ
الحَرْفُ مُوجعٌ، لو تَعْرِفُ السِّياطُ،
لو تَجَرِّبُ الوَجَعْ
الحرفُ مِسْمارٌ حديديٌ، عَصا، إظفارْ
الحرفُ رايةُ انتصارْ
تَصْهَلُ.. حينَ يعثرُ المُهْرُ، ويَسْقُطُ الخيّالْ
(4)
مهما الفِراقُ طالَ بينَ طائريْنْ
وامتدَّ حَبْلُ الصَّدّْ
وجاوَزا في الهَجْرِ كُلَّ حَدّْ
لا بُدَّ أَنْ يَلْتقيا لقاءَ عاشِقَيْنْ
وفي ظلالِ كَرْمةِ الهوى يَنامُ الخدُّ فوق الخَدّْ
واليّدانِ.. في اليديْنْ
(5)
هذي الليلةَ، يَخْرُجُ طِفْلٌ
من بَطْنِ الحوتْ
تَخْرجُ طِفْلَةْ
هُزّي جِذْعَ النَّخْلةْ
.. هُزّي أَيضاً.. ولْتَسَقُطْ
ما جدواها؟! أوراقُ التُّوتْ!!
الراي