فصيل سوري معارض: القوات الأمريكية ما زالت في قاعدة التنف الاستراتيجية
22-12-2018 05:50 PM
عمون - قال قائد فصيل معارض مدعوم من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم السبت إن القوات الأمريكية لم تغادر بعد قاعدة التنف الاستراتيجية على الحدود مع العراق والأردن بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا.
وقال العقيد مهند الطلاع قائد فصيل مغاوير الثورة، الذي يضم بضع مئات من المقاتلين يعملون إلى جانب القوات الأمريكية في قاعدة التنف، إنه بالرغم من إبلاغهم بالقرار إلا أن الوضع على الأرض ما زال كما هو.
وقال لرويترز من القاعدة ”تلقينا خبرا أن ترامب أصدر قرارا بإخلاء القوات الأمريكية في سوريا. هذا اللي تلقيناه وما عندي أي تفصيل. والأمور حتى هذه اللحظة على ما هي عليه“.
وتقع القاعدة في منطقة استراتيجية قرب معبر التنف الحدودي السوري مع العراق على تقاطع طريق رئيسي سريع يربط بغداد بدمشق وهو الطريق البري الرئيسي لنقل إمدادات الأسلحة من إيران إلى سوريا ومقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية.
ودعت روسيا والحكومة السورية مرارا الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من قاعدة التنف حيث أعلنت واشنطن ”منطقة عدم اشتباك“ نصف قطرها 55 كيلومترا وأصبحت ملاذا آمنا بالنسبة إلى 50 ألف مدني على الأقل معظمهم من النساء والأطفال الذين يعيشون في مخيم الركبان الذي يقع داخل المنطقة.
أقيمت القاعدة في البداية عندما سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على شرق سوريا على الحدود مع العراق، لكن بعد طرد المتشددين من هناك اضطلعت التنف بدور في إطار استراتيجية أمريكية لاحتواء تعزيز الوجود العسكري الإيراني في شرق سوريا.
وقاعدة التنف هي الموقع الوحيد الذي يضم وجودا أمريكيا عسكريا كبيرا داخل سوريا خارج الشمال الخاضع لسيطرة الأكراد والذي يضم قواعد جوية أمريكية أكبر بكثير.
وقبل عدة أشهر، أجرى مشاة البحرية الأمريكية تدريبات نادرة في القاعدة فيما قال مسؤولون عسكريون غربيون إنه رسالة قوية إلى روسيا وإيران مفادها أن الأمريكيين ومقاتلي المعارضة المدعومين من واشنطن يعتزمون البقاء.
وقال مصدر دبلوماسي غربي ومصدر استخباراتي إقليمي لرويترز إن قرار مغادرة التنف لن يؤثر بالضرورة على استراتيجية الولايات المتحدة الأوسع تجاه إيران، إذ ستواصل إسرائيل توجيه ضربات جوية لأهداف إيرانية في سوريا.
وقال مصدر استخباراتي آخر معني بسوريا إن إسرائيل وجهت خلال العام الماضي ضربات لعدة قوافل يشتبه بأنها لمقاتلين مدعومين من إيران وقواعد قرب التنف حيث يوسع مقاتلون وكلاء لإيران موطئ قدمهم خاصة في مدينة البوكمال إلى الشمال الشرقي من القاعدة.
ويقول سكان بالمخيم إن قرار واشنطن يعني مستقبلا أكثر قتامة لهم إذ يعتبر المخيم بالنسبة لهم ملاذا آمنا مع خوف الكثيرين من التعرض للعقاب إذا عادوا إلى بلداتهم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بشرق سوريا. (رويترز)