بانتظار خطة اوباما .. تفاؤل رسمي وقلق شعبي
فهد الخيطان
23-07-2009 06:04 AM
*** لقاءات اردنية امريكية غير معلنة وقناة للاتصالات مع باراك
ما زالت الدبلوماسية الاردنية تؤمن بأن هناك »فرصة حقيقية« لبدء مفاوضات سلام جادة بين الاطراف العربية واسرائيل رغم مواقف حكومة نتنياهو المتشددة الرافضة. مرد »التفاؤل« الاردني إن جاز لنا التعبير يستند في الاساس الى الثقة بنوايا الرئيس الامريكي وتعهده باطلاق خطة للسلام قريبا.
حتى الآن فشلت اسرائيل في اقناع الرئيس اوباما بالتراجع عن طلبه وقف الاستيطان كشرط اساسي لبدء المفاوضات وهذا برأي الجانب الاردني مؤشر على جدية الادارة الامريكية.
ويعزز هذا الانطباع ما قاله ميتشل خلال لقاء غير معلن مع مسؤول اردني قبل اسابيع في لندن عن »احراز تقدم جذري« في المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي ليس في شأن الاستيطان فقط, وانما في جميع المواضيع المتعلقة بقضايا الحل النهائي.
ويعتبر الجانب الاردني تكليف ايهود باراك بتولي ملف المفاوضات التمهيدية مع الادارة الامريكية مؤشر على نوايا مرنة عند حكومة نتنياهو. ويعتقد ان نتنياهو قد سلم بالفعل ملف المفاوضات الى باراك بدلا من وزير خارجيته المتطرف ليبرمان. وقد دفع هذا التطور مسؤولين اردنيين الى فتح قناة اتصال مع باراك الذي يعد صاحب تجربة في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني كادت في مراحلها الاخيرة ان »تصل خط النهاية«.
السؤال المطروح ما الذي سيقدمه اوباما للطرفين المتصارعين ومتى سيكشف عن خطته.
من المستبعد حسب تقديرات اردنية ان يطرح اوباما خطة تتضمن تفاصيل »حل الدولتين« وانما المبادىء والقضايا التي ستعالجها المفاوضات وفق اطر زمنية ملزمة لكل الاطراف.
الهم الذي يؤرق الاردنيين عموما هو ملف اللاجئين. الموقف الرسمي بهذا الخصوص يتسم بالغموض رغم التأكيد المستمر ان الاردن لن يفاوض نيابة عن الفلسطينيين لكن من حقه الاطلاع على اي تفاهم بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي واتخاذ الموقف الذي يتناسب ومصالحه الوطنية. وفي هذا الصدد يؤكد مسؤول اردني »ان الاردن لن يضحي بمتطلبات الامن الوطني« لكن في المقابل هناك قناعة مستقرة بأن حق العودة لستة ملايين لاجىء فلسطيني لن يتحقق, وان على الاردن ان يتعامل في المستقبل مع سيناريوهات قد تفرضها معطيات اقليمية »اذا لم يتمكن جزء من اللاجئين من ممارسة حق العودة«.
وينكر المسؤولون الاردنيون بشدة ما يقال عن طلب الاردن من دول عربية تطبيع علاقاتها مع اسرائيل في حالة وافقت الاخيرة على وقف الاستيطان.
ويؤكدون في هذا الصدد ان هذا مطلب امريكي يتلخص في دعوة الدول العربية الى »اتخاذ خطوات نحو التطبيع« لا تتضمن اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل وهذه الصيغة حسب تأكيد احد المسؤولين »مقبولة من طرفنا« اذا ما تزامنت مع التزام اسرائيلي بوقف الاستيطان والبدء بمفاوضات جادة للسلام.
لم تبلغ الادارة الامريكية حلفاءها بالمنطقة بموعد محدد لاعلان خطة اوباما لكن من المتوقع الكشف عنها خلال الأسابيع القليلة المقبلة وفي لقاء بين مسؤولين اردنيين والمبعوث الامريكي جورج ميتشل سأل احد مساعدي ميتشل عن موعد بدء شهر رمضان المبارك: السؤال دفع بالجانب الاردني الى التكهن بأن ادارة اوباما تفكر باطلاق الخطة قبل بداية رمضان.
الرهان الاردني على عزيمة الرئيس الامريكي ما زال قائما والاستعداد الرسمي للتعاطي مع استحقاقات الخطة الامريكية متوفر لكن القلق المتنامي في الشارع الاردني من نتائج الحل المقترح يستدعي الوقوف عنده وقراءته بشكل معمق وهو امر ما زال غائبا عن اجندة الدولة.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net