طبطب على تفاصيلها في قلبك!
م.شهد القاضي
19-12-2018 03:43 AM
في قلبك حزن الدنيا بأكملها، روحك مكسورة، عيناك تكاد لا تجف دموعها، دمعا ليس كالدمع لكنه بركان حارق يصب على ناصية القلب، أحلامك الجميلة تأخرت وما عاد لك بها رغبة وما تقوى على انتظارها بعد الآن.
في عتمة الليل تجلس وحيدا وفنجان قهوتك أصبح صقيعا، تحملق في اللاشيء فتجد فيه شيئا لا تحسه إلا عندما تغمض عينيك، وتضع يدك على الأشياء هناك في قلبك وتطبطب على تفاصيلها فتتمتم قائلا: اللهم إني استودعك حياتي، سعادتي وأحلامي فحقق لي كل الخير في كل خطوة قادمة من حياتي، واصلح لي شأني كله وأنت الذي لا تضيع عنده الودائع.... ثم ترمي برأسك المثقل بالهموم على وسادتك الصغيرة، فلا تلبث أن تتبعثر قواك ويعقد النعاس جفنيك فتنام ملء عينيك.
ثم ماذا؟!...... ثم يعوضك الله فينظر إليك فيجد أنك ترضى بما أنت فيه، فيعطيك عطاء يليق بعظمته... ثم يرمي على ضيق قلبك وردة، فرحا، حلما لطالما طال انتظاره... كأنه يخبرك بأن دروب الأمل لاتندثر، وأن الخير سيتبعك ويصنع من أحزانك مفاجآت سعيدة.
كأنك صحوت من كابوسا مزعجا تبدد عندما فتحت عينيك، فلم تجد غير صباح أنيق وشمسا مشرقة، سماء صافية الزرقة، هواء نقي عليل، وزقزقة طير يحلق عاليا... لتعلم أن الله لا ينسى قلبا تألم وتوسل إليه إلا وأبدل حزنه فرحا وأحلامه حقيقة... فإذا نزع الله من قلبك الرغبة بشيء ما وأماطه عن طريقك؛ فما كان إلا أذى... فيعطيك أضعافه خيرا مما كنت تتمنى، قال تعالى:" عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم" صدق الله العظيم.
فقط علق قلبك بالله وحده وأحسن الظن به وسلم مقاليد أمرك له ولا تحزن، يهبك الدنيا بما فيها ويجعل أحلامك ملك يديك، فأمرك كله بيده، إنما أمره كن فيكون.... اتركها تأتي كما كتبها الله لك لعلها تأتي كما تمناها قلبك.
Sh_Ahmad@asu.edu.jo