شكرا جمعية الشؤون الدولية
اطراد المجالي
18-12-2018 08:43 PM
قبل الحديث عن اجتماع اربعين شخصية وازنه بجمعية الشؤون الدولية الاردنية، لا بد انسجاما مع المزاج العام التطرق لعودة مطيع الميمونه، فلا ادري هل اصبح حق الهواء شيئا مميزا ويحتاج الى شكر وتأليه لأشخاص. فمطيع بأيدي مسؤولة ربى وبنفس الايدي خرج وبايدى اخرى مسؤولة قبض عليه، ولو اني غير متفاعل مع الحدث، لان شاهين ليس ببعيد، ولو جاء الكردي وخرج الجراذين من بيوتهم داخليا وقبض عليهم في ظل نهج تشريعي ضعيف مهترىء، وفي ظل دائرة التستر والحسوبية لن ينال احدا عقابه، فالأصل ان نبارك لمطيع وليس للشعب الاردني فمرجع الحكومة بعد ذلك لجيب المواطن الحبيب واستمرارا في صناعة المنصات.
اربعون شخصية سياسية، من كافة المجالات، تجتمع للاجابة على سؤال واحد، والمشكلة ان كل الاردنيين يرددون هذا السؤال" الى اين نسير؟. اخيرا قرع الجرس في اجتماع شخصيات لها وزنها وخبرتها للجلوس والحديث وتقديم النصح والتوصية في شيء، واعتقد هي الهيئة الوحيدة التي تجمع كل حين عددا من الخبراء والسياسين والاقتصادين للعصف الذهني والخروج ببيان قد يستفاد منه.
لا اكتمكم سرا، لقد تمنيت الحضور ولكن شخص ببساطتي ماذا يفعل بين هذه القامات العملاقة، لماذا تمنيت الحضور، فقط لاني احببت ان اقول: عندما تخلى الجميع عن دوره بتنا لا اكثر من صورة مضيئة في داخلها ارتباك حقيقي، واصبحنا جميعنا نسال الى اين نسير.
مجلس الملك مجلس الاعيان ، هل دوره فقط النظر بالقوانيين المرسلة اليه من النواب، بالاضافة للطلب في الجاهات والاعراس ورعاية الندوات وتقدم الجنازات. بل اجزم ان دور كل عين فيهم وباختصاصه العمل على تأسيس حوار وجلسات اسبوعية لمختصين ومداولة الافكار لدوام تقديم توصيات للملك عندما يتطلب الامر، فلا ينقصهم المال ولا ينقصهم المكان، ولكن ينقصهم تخفيف الآنا في الاستماع للجديد والجلد على تقديم النصح، وسيجدون اكاديمين ومفكرين ووطنيين بتخصصاتهم يلبون الدعوة متطوعين وممنونين ايضا. عندها سينظر اليهم الشعب انهم فعلا خاصة الملك وليس مخزن كراكيب الدولة.
مجلس النواب الذي يشغل معظمه التعيين ولا يجادلني احد لان " حارتنا ضيقة" واختيارهم ضمن رتبه لا تتعدى مقدم اعتقد، فهذا هو المستوى المحدد لهم، ولكن على كل الاحوال وصلوا وبغض النظر عن كيفية وصولهم، هل دورهم فقط الاستجوابات والمذكرات والاسئلة التي تنقضي مدة عمر المجلس ولا ينظر او تعاد نتائج عشرة بالمئة منها. اعتقد ان ذلك ابسط ادوارهم، بل إن حوارا مشابها مع مختصين في جميع المجالات شيئا يعد اضافة لاعمالهم، فبدلا من الذهاب للجامعات والمعاهد والمؤسسات للواسطات كان الاجدى ذهابهم للحصول على استشارة او بحث او دراسة تفيدهم في واجباتهم الدستورية بسن القوانين والتشريع والرقابة. ولو تم ذلك سينظر اليهم نظرة الحريصين على تقديم الافضل وليس تقديم الخدمات. اما مجلس الوزراء القلق فلن اتحدث عنه شيئا، فهو باعتقادي ومنذ سنين هيئة تسير اعمال لا لون لها ولا طعم ولا رائحة تخصصت ومنذ سنين بجلب كل شياطين الارض للانقضاض على جيب المواطن وتسلم المنح.
من قال ان الملك لا يحتاجنا، ومن قال ان الملك مخصصا فقط لنعاتبه ونطلب منه، هو انسان وهذا حاله، وحالة التأليه له كفرا بالله وبالوطن وبه، رب للاسرة ، ورب الاسرة عندما ينضج افرادها بالخبرة يحتاج الى ابناءه، فهو يحتاج مثلنا للعون والنصح والمشورة. فشكرا جمعية الشؤون الدولية لاعطاء درس في تكريس كيفية الحوار الوطني ، ولو ان الشباب المساكين ملوا المسلسلات التي تقوم عليها الحكومة والهيئات المعنية بهم في تلقينهم وتحفيظهم لتسجيل افلام الحوارات الشبابية حتى انهم ملوا نوعية الوجبات التي تقدم اليهم، ويحتاجون انفتاحا ايضا منكم جمعية الشؤون الدولية للاستماع اليهم، واشراكههم بهموم الوطن بدون استعراض ولا تلقين.