تسديدة «المراقب العام» للاخوان المسلمين
ماهر ابو طير
22-07-2009 05:21 AM
مع احترامي الشديد لجماعة الاخوان المسلمين فان المراقب العام اخطأ باعتراضه ، على تسوية المبالغ المالية ما بين جمعية المركز الاسلامي الخيرية ، والسلطة الوطنية الفلسطينية ، مقابل علاج مرضى.
يقول المراقب العام ان هذه اموال وقفية ، ولا يجوز التنازل عن اي جزء منها ، ورأيه يبدو صحيحا ، من حيث المبدأ ، في حين يرد رئيس الهيئة الادارية المؤقتة للجمعية الدكتور سلمان البدور بأن المبالغ المترتبة على مرضى الضفة الغربية تصل الى مليون واربعمائة الف دينار ، في حين ان التسوية أدت الى الحصول الى مبلغ سبعمائة واربعين الف دينار ، أي كلفة العلاج فقط ، مقابل التسديد ، والبدور هنا يخفف عن مرضى الضفة الغربية ، بتسوية الحساب العالق ، ويفتح الباب لاي معالجات جديدة ، كما انه يراعي وضع السلطة المفلس ، في حين ان التسوية لا تخالف اصول العمل الخيري ، الذي قامت عليه جمعية المركز الاسلامي الخيرية ، فلا تنازل عن اموال وقفية ، ولا يختلف الامر عن مضمون التبرع بنصف المبلغ للمرضى ، عمليا ، وهو هنا يتفق مع اسس العمل الخيري الذي قامت عليه الجمعية.
قضية تتعلق بالعمل الخيري وعلاج المرضى القادمين من الضفة الغربية ، لا يجوز ان تخضع لاي حسابات سياسية ، من حيث مناكفة الادارة المؤقتة للجمعية ، واظهارها بصورة من يبدد الاموال ، وقد طالبت مرارا برد الجمعية الى جماعة الاخوان المسلمين ، لانها نتاج تعبهم وسهرهم وسنوات كدهم ، حتى لا نبخس الجماعة حقها ، ونمس انجازها المشهود عبر عقود ، في حين ان الامساك بتلابيب هذه القصة لم يكن موفقا من جانب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين ، اذ ان الادارة المؤقتة للجمعية فعلت خيرا بتسوية الحسابات ، لانها خففت عن المرضى ، من جهة ، وجددت امكانية التعاون مع اي مرضى جدد ، وأمنت سيولة نقدية للجمعية قد لا تكون متوفرة في حالات اخرى نعرفها لمستشفيات اردنية تطالب السلطة بعشرات الملايين ، ولم تحصل على قرش منها ، حتى يومنا هذا ، مما ادى الى وقف استقبال مرضى الضفة الغربية ، نهائيا.
الادارة المؤقتة لجمعية المركز الاسلامي لم تخفف في قرارها هذا ، عن قيادة السلطة او حركة فتح ، ايضا ، التي تواجه عداوة في فلسطين مع حركة حماس ، حتى لا يبدو ما خلف الكلام وكأن الادارة المؤقتة تخفف عن جماعة اوسلو في وجه الاسلاميين ، وهذا تصغير للقضية ، فالتخفيف في نهاية المطاف هو عن مرضى الضفة الغربية ، والمريض يبقى مريضا ، ايا كان اتجاهه السياسي ، هذا من جهة ، كما ان الجمعية لم تفرط في اموال وقفية ، لانها كمن تبرع بهذا المبلغ المخصوم ، للمرضى وعائلاتهم ، متسقة مع دورها في مساعدة الناس.
شكرا للمراقب العام على غيرته التي لا نشك فيها ، غير ان تسديدته لم تنجح هذه المرة.
m.tair@addustour.com.jo