"الدخول في العام الجديد تلاقي ووئام" .. ندوة في فيلادلفيا
18-12-2018 04:21 PM
عمون - نظمت دائرة العلاقات العامة في جامعة فيلادلفيا الاردنية ندوة على ابواب عيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة، حملت عنوان : الدخول في العام الجديد: تلاقي ووئام، شارك بها الدكتور عامر الحافي، مستشار المعهد الملكي للدراسات الدينية وأستاذ الشريعة في جامعة آل البيت، والأب الدكتور رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام.
وبعد السلام الملكي، عرض فيلم تضمن كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في واشنطن اثر تسلمه جائزة تمبلتون العالمية لحوار الاديان. والقى رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور معتز الشيخ سالم كلمة ترحيبية قال فيها أن الاردن وطن الوئام والسلام، وليس ادل على ذلك من مقولة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله: من واجبنا صناعة المستقبل الذي تريده شعوبنا: عالم أكثر أمنا وقوة يسود فيه التعايش وإشراك الجميع والازدهار والسلام.
وأكد أن الأديان كافة تدعو إلى التعايش السلمي فيما بينها، وتشجيع لغة الحوار والتفاهم والتعاون بين الأمم المختلفة. ولاشك ان للدولة المتوازنة أربعةُ أعمدةٍ أساسيةٍ: الاقتصاد، السياسة، الأمن، والثقافة. وعندما يتعطل احدها يتعرض العيش المشترك لأزمة اساسها الاخلاق. فالعيش المشترك يتطلب شكلا من اشكال التوازُن، بما يتضمّنُه من حقوق وواجبات. كما إنّ سِلْمَنا الاجتماعي، بما فيه من سلامٍ يَكمنُ في عيشٍ مشترك،وفي احترامٍ متبادَل.
إن العيش المشترك بين أبناء المجتمع وبين الشعوب الإنسانية هو غاية نبيلة تسعى لها سائر الأديان والشرائع الدينية ويدعو لها العقلاء والحكماء في سائر العالم.
وأدارت الجلسة مديرة العلاقات العامة الدكتورة اماني جرار التي قالت في بدايتها أننا نعيش اليوم في عالم من المعضلات والأزمات الأخلاقية حيث الصراع بين قيم وثقافات الشعوب المختلفة، ففي عصر الانفتاح العالمي الذي نحيا به بدأنا نلمس تراجع للقيم والمعايير الأخلاقية، من هنا وجب التأكيد على تعزيز تبني مصفوفة من القيم التربوية والتي تشمل قيم حقوق الإنسان وسيادة القانون والعيش المشترك على مدار مراحل التعلم والتعليم بدءا من الاسرة وحتى الجامعة والمجتمع. وأن مملكتنا الحبيبة ضربت وما زالت تضرب مثلا أمام العالم أجمع في تسامحها ورعايتها لأقدس مقدسات الآخر. ما من مسيحي أو يهودي في العالم إلا ويكبر في الهاشميين نموذجهم الريادي في اتباع الله بحق من خلال حفظ حقوق الناس في التنوع و الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية.
وقال الاب رفعت بدر اننا نسأل احيانا كيف تصفون العلاقات الاسلامية المسيحية في بلدكم ؟ اهي تعايش ام عيش ام حوار ام تسامح ام جيرة. فنقول لهم انها " فيلادلفيا" اي الحب الاخوي. فنحن في هذا الوطن اسرة واحدة، تزيدها الايام تقارب وتلاحما، خلف القيادة الهاشمية الحكيمة وبفعل اسهام المواطنين كافة بخدمة وطهم وتقدم مجتمعهم.
وقال الدكتور عامر الحافي انّه لا يمكن الحديث بوئام حقيقي بين أتباع الأديان دون إصلاح التعليم، وبناء المواطنة، وتطوير القوانين التي تحترم حقوق الإنسان وتؤسس للتعددية الدينية والسياسية، ولا وئام بين أتباع الأديان دون الانفتاح وتحقيق التعارف بينهم، وعندما ندرك هذه الأبعاد المختلفة. وأضاف بأننا نَعلم أن الوئام بين أتباع الأديان ليس احتفالًا موسميًّا للتقريب بين نصوص مرقومة على ألواح حَجرية، وإنما هو بحث مستمر عن معاني الخير والفضيلة، التي تتشوَّق إليها مجتمعاتنا الإنسانية المتنوعة.
وسلم معالي الاستاذ الدكتور مروان كمال مستشار الجامعة درعا تكريميا لكل من الاب بدر والدكتور الحافي.