هذي النُّجودُ مِنَ الزُّنودِ رمالُها
والأوفياءُ الطّيّبونَ رجالُها
العادياتُ (خُيولُها) لم تَفْتَرقْ
عن ساحِها.. والصَّابِراتُ جِمالُها
صَحْراءُ... إلاّ أنّ سَعْفَ نَخيلِها
قُضُبٌ يَعزُّ على الدخيلِ مَنالُها
وفقيرةٌ.. لكنّ يابِسَ شيحِها
لا تَشْتَريهِ الأَرْضُ.. أَوْ أموالُها
وإذا الرجُّولَةُ لم تُزَيّنْ خَصْرَها
برماحِها.. فإلى الزَّوالِ مآلُها
وإذا البُطولةُ لم تُكحّلْ عَيْنَها
بِغبارِها.. لم يكْتَملْ أبطالُها
ومن «البداوةِ» كانت الدُّنيا، وفي
واحاتِها الخضراءِ صِيغَ جمالُها
وعلى بني الإنسانِ فاضَتْ شَمْسُها
بالخيرِ.. والنُّعْمى.. وفاضَ هِلالُها
والأردنيّونَ النّشامى مُهْجَةٌ
رَقَّتْ.. ولكنْ في الوغى اسْتِبْسالُها
شُمُّ الأنوفِ، على السُّيوفِ توَكأوا
والصِّيدُ، تسْبِقُ قولَها أَفعالُها
وإذا العُروبةُ لم تُزَيّنْ هامَها
بعِقالِهِمْ .. ضاعتْ، وضاعَ عِقالُها!!.
الراي