القدس لنا .. شاء من شاء وأبى من أبى
الدكتور ماجد الشامي
17-12-2018 07:30 PM
وهكذا دونتْ كتبُ التاريخ المعاصر الحدث الاكثر إيلاماً لمحبي السلام في العالم وذلك في نقلِ السفارة الأمريكية إلى القدسِ والذي جاء بعد مرور ١٠٠ عام على وعدِ بلفور المؤلم والجبان.
تاريخ إن دلّ على شيء إنما يدلُ على أنّ العالم العربي قد مات إلى الأبد تاركاً الشعبين الفلسطيني والاردني لوحدهم في نضالهم ضد الهيمنة الامريكوصهيونية الغاشمة ومخططاتها الكوشنرية البهلوانية في صفقةِ قرنٍ من نسيج الخيال.
خصوصاً وأن طباخها الشيف جيرارد هو من إستبق النتائج وصرّح بعظمة لسانه بانّ الصفقةَ جاهزة ولكن لن تُعجب أحد. اعتراف صريح منه بأنه سياسي فاشل بإمتياز قبل أن يبداء.
علماً انه ليس من الضروري ان تُعجب أحد بقدر اهمية تقبل الشعب الفلسطيني للصفقة.
ولكنهُ على يقين تام بأن الشعب الفلسطيني لا يساوم على شبر واحد من تراب أرض فلسطين المحتلة، بل وعلى العكس تماماً، شعبٌ يريد كامل فلسطين المحتلة كما كانت عليه وغير قابلة للقسمة، غير ذلك فأنت مضطر يا كوشنر أن تبيد كل قطرة دم انسانٍ فلسطيني إن اردت لصفقتك البهلوانية ان ترى النور، عدا ذلك لن ترى صفقتك سوى النار، وأي نار؟ نار جهنم.
واذا كنت تراهن على شعوبٌ بالملاين لم تُحرّك ساكنا وهي ترى بامِ أعينها وضعَ حجر الأساس للسفارةِ الأمريكية في القدسِ العظيم في القدسِ الطاهرة، في قدس الشعب الفلسطيني المسلم المسيحي، في قدسِ بوابة الارضِ إلى ملكوتِ السماوات، فأعلم أن صفقتك البهلوانية يجب أن تمر عبر جبروتِ شعبين انت تجهلهم، فإذا إستطعت أن تعبرهم كان لك ما تريد، ولكنك إن أخطأت الحسابات فإعلم أنك سوف تغرق في الندم وتكون بأمس الحاجة لحاءط المبكى ولكنك لن تجده.
هم شعبٌ واحدٌ لا شعبين يقطنون شرق النهر وغرب النهر ، وهم للصعاب، وهم من حسم في الماضي ولا يزال يحسم القرارات المصيرية في العالم العربي.
وحتى وإن كانت سجلات التاريخ تثبت أن اليهود لا يعجزون عن عمل ما يريدون في الارضِ من ذلٍّ وقهرٍ وتعذيب وتنكيل وقتلٍ للشعب الفلسطيني المسلم المسيحي، كما سبق لهم وأن عذّبِوا السيد المسيح عليه السلام، ولكن من سابع المستحيلات صهينةِ القدس الطاهر الشريف حتى وإن كانت الامه العربية الغير فلسطينية واردنية في سبات عميق، لأن الوجع وجعهم ولا أحد يحُسُ به سواهم ولن تضمد الجراح الاّ بأيدي هؤلاء الشعبين وهم عازمون.
رسالتي إلى شعب الضفتين (شرق النهر وغرب النهر) المسلم المسيحي وهم في حقيقة الأمر شعبٌ واحد لا شعبين، ولا يفصلهم عن بعض سوى نهر الأردن المقدس، أقولوا لهم لقد حان الوقت لكي تقولوا كلمتكم لتكون على مسمع كل الشعوب العربية التي ماتت والشعوب الغير عربية الخانعة لأسيادها في واشنطن، انكم همم لا تنحني الا لله وحده، وأن كتب التاريخ كتبت فيكم فخرَ الملاحم البطولية في تلقين أي عدو دروساً لا تنسى في المعارك، ومعركة الكرامة هي الكابوس الذي يلازم كل صهيوني غادرْ حتى يومنا هذا.
وزيدوهم يقيناً بأن الشعب الفلسطيني أصحاب حق وان فلسطين يجب أن ترجع وان الحق يمرض ولا يموت. وأنكم قادرين كموقعة معركة الكرامة البطولية التي قهرتم بها الجيش الذي لا يُقهر، بأنكم قادرون ان تكرروا الزمن وأن تحرروا فلسطين بالإرادة والعزيمة والتضحيات.
شعبين يجمعهما في المحبة والخلاص، من شرِ صهيوني متشيطنٍ، نهر الأردن المقدس ومحبة السيد المسيح لهم في إختياره لأن يتعمد بينهم. انتم يا شعبي الاردن وفلسطين الابرك بين شعوب كل الكرة الارضية, ولكم فتحت ابواب السماء وهي تُهلل "هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت".
وليكن الشعب الفلسطيني على دراية كاملة بأن الكثير من دول العالم، وإن تنكّرت لهم في الظاهر ولكن تَرفع له القبعات إحتراماً وتقديراً لهم في قدرتكم على التحمل والوقوف بثبات في مواجهة وحشية وهيمنة اقوي ترسانة عسكرية عرفتها البشرية وانتم لا تزالوا على عهد التحرير ماضون.
النصر لكم يا شعب فلسطين وبإرادة الله ورضى من رحلوا إلى السماء من هذا الشعب العظيم. انتم أصحاب العزيمة والإصرار يا شعب الله، يا شعبٌ يا جبار.