القراءات التاريخية مشروعة على أن نأخذ بعين الأعتبار المكان ,والزمان بالصراع الأموي العباسي الذي يضعك أمام مشاريع سياسية أصلت لأحداث توالت ,وما زالت غبارها التاريخي يشتم عند الحديث ,عن تطوير المجتمعات الأسلامية .
أهتم الأمويين بالقبيلة ,وجعلوها أساس حكمهم ,وبخاصة قبيلتهم ,وقد فضلوا العرب على غيرهم من القوميات الأخرى التي دخلت الأسلام مبكراً ,وأبرزهم الفرس والترك مما أدى الى قيام ثورات ,وبروز معارضة للحكمهم وأحتج معارضيهم على أنهم أهملوا الشريعة الأسلامية بينما بنى العباسيون شريعة دعوتهم على العودة الى حكم الشريعة الاسلامية.
وما ورد على لسان أبو العباس منظر الدعوة العباسية والخليفة الأول للعباسيين في خطابه أن للناس ذمة الله ورسوله والعباسيين (اولي الأمر) وأنهم سيحكمون بما أنزل الله,ويطبقون الشريعة ويتبعون سنة الرسول وأضاف أن الحكم لهم حتى يتم تسليمه للمسيح ,لكنهم حكموا بعكس أقوالهم ,وأتبعوا الأنتقام في مسيرة حكمهم حتى أنهم كما يقال حفروا قبور الخلفاء الأمويين ,وطاردوا الأحياء منهم ,وذريتهم ,وأتصلوا مع الفرنجة (الاوربيين) للقضاء على من هرب من الأمويين وحكموا كما حكم من قبلهم الأمويين إلا أنهم لم يركزوا على أبناء جلدتهم العرب فكانوا يشكون في ولائهم لهم ,وحل محلهم الفرس والاتراك الذين حولوا الخلافة العباسية الى رمزين ,وتقاسموهما ما بين بغداد ,والقاهرة ,وتم تهميش العرب ,وأضعفوا فكرة حكم الجماعة ,وأضمحل الأبداع وتراجع القضاء ,وأنتشرت ثقافات القوميات الأخرى من خلال الترجمة ولم يعد الخليفة الرمز لهم ,وجود عند النخبة أو الجماعة وحتى القبيلة التي أعتمد عليها الخليفة الأموي من أجل تثبيت سلطته ,وعمد الخليفة العباسي الى تحطيم التركيبة الأجتماعية ,وهي القبيلة مما أدى الى بروز مفهوم سياسي بأن التسلط بأشكاله كافة أرتبط بضيق صدر الدولة وبمقدار ضعفها مما زاد حجم تسلطها .
إن أي نهضة في بلد أسلامي عليها أعادة النظر في التاريخ ,ونزع القدسية عن مفاصله ,والتركيز على الفعل الأنساني الذي لديه القدرة على التأثير الأيجابي في تحديد المستقبل , فالنهضة الوسيلة للعبور لكي يكون القادم أفضل .