يزداد الهرج و المرج في الشارع الأردني حول العديد من القضايا الوطنية و الكل يغني و يصور و يبث مباشرا ، و يضع البوستات على التواصل الاجتماعي، نعم ، أنا مع حرية ابداء الرأي و التعبير و هذا حق دستوري لكل مواطن ، و أقدر كل رأي سليم يصب في مصلحة الوطن ، و كل مقولة فيها فائدة للوطن و المواطن ، و لكل هذا التكاثر ، و التضارب في الرؤى و الأفكار يخلق جوا عاما ملتبسا ، و تضيع البوصلة، و يضعف الانجاز و تتشتت المحاولات، مرة أخرى المواطن الأردني في كل أرجاء الوطن واع و مدرك لكل ما يجري و لا ينطلي عليه شيء و يحتاج الى قرارات و اجراءات تمس حياته اليومية ، الكل منا يؤمن بتراب هذا الوطن و ضرورة الحفاظ على الأمن و الاستقرار عموما ، و لا أحد منا يريد أن يجر البلاد الى حالة لا يرضاها أحد ، فالمطلوب اليوم أكثر مما مضى الرشادة ،و العقلانية ، و الموضوعية و معرفة قدرات الحكومة في ظل هذا الاوضاع ، ان الحراك الوطني الشريف الهادف لتحقيق المصالح الوطنية بعيدا عن الغوغائية ، و الفوضى و الخراب هو المطلوب .
هناك شباب أردني ناضج في مختلف المحافظات يطالب بازالة هموم المواطن في شتى المجالات و تحسين جودة الحياة و توفير الخدمات لكن دخل على الخط فئات تطرح شعارات لا تفيد الوطن منهم من يطالب بالثورة ، و اسقاط النطام و هذا ليس ديدن الحراكين الشرفاء ، و اخرى تقدح برموز الدولة الدستورية و الاساءة و التطاول على الملك ، و الجيش و المؤسسات الأمنية المختلفة و هذا تجاوز كل الخطوط الحمراء و ليس من ثقافة الأردنين الشرفاء الذين نعرفهم و نعرف انتماؤهم الوطني عبر التاريخ . مرت على البلاد 17 حكومة و 11 رئيس وزراء منذ عام 1999 و مرت على حكومة دولة الدكتور عمر الرزاز "7" أشهر منذ تشكيل حكومته في 14/6/2018 ، و اعتقد بأن عمر الرزاز رجل راشد ، و عقلاني ، و موضوعي ، و ليس لديه أي أجندة شخصية و ليس موسوما بالفساد و تاريخه السياسي كما هو والده و أخوه مؤنس نظيف جدا لم يتلوث بأمر ضد البلاد و العباد ، فهو كما عرفته بسيط ، نقي السريرة مؤمن بتراب الوطن و يحترم الصغير قبل الكبير ، مثقف و عقلاني و عملي ، و يعشق الحوار الهادئ و ضرورة الاقناع بالحجة و الحقيقة و ليس متصلب في رأيه ، أقول هذا من تجربتي الشخصية في المرات التي التقيته بها و عليه فان السبعة شهور التي مرت على حكومته لم يتنفس بها ، واجهت الحكومة عدة صعوبات البيان الوزاري ، و التصويت على الثقة ، قانون ضريبة الدخل ، فاجعة البحر الميت ، فاجعة زرقاء ماعين و مأدبا ، الحراك الأسبوعي الى غير ذلك و لم يأخذ دولة الرئيس بعد فرصته في انجاز ما يمكن انجازه في ظل الرؤى التي يحملها و يسعى لتطبيقها في مشروع النهوض الوطني الذي يقوم على الاعتماد على الذات و الانتاج ، و سيادة القانون ، و العدالة و هذا يحتاج لوقت حتى تتبلور الافكار لان جزء منه هو حالة ذهنية تتعلق بالتفكير و اعمال عقل الفرد بهذه القيم و جزء اخر مرتبط باقرار الموازنة و توفر الامكانيات المالية من اجل الانجاز ، و رغم ذلك فقد أجرى حوارا عقلانيا مع عدد لا بأس به من الحراكيين و أكد على ضرورة احترام حرية الرأي و التعبير و هذه مبادرة تحسب له و ليس عليه ، و سحب مشروع قانون الجرائم الالكترونية ، و اعد مشروع قانون العفو العام الذي سوف يصدر قريبا و هناك الكثير من القضايا التي سيتم تطبيقها بعد اصدار قانون الموازنة ، و منها مشروع توسعة اعداد المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية بمبلغ 100 مليون الذي سيكون له انعكاسا على موضوع الفقر و الفقراء في الأردن و على جدول اعمال الحكومة مشاريع رأسمالية كبرى من بناء مدارس و مستشفيات و طرق الى غير ذلك كل هذا بأذن الله قادم و هناك حوارات ستجري لطرح القضايا الوطنية العامة للوصول الى حلول وسط و اتخاذ قرارات سليمة تخدم الوطن و المواطن ، و عليه أقول بأنه من الموضوعية والعقلانية اعطاء الرجل فرصة أكبر قبل اطلاق الأحكام المسبقة ، لأن السبعة شهور التي مرت على حكومته و ما حصل فيها من قضايا سبق ذكرها غير كافي على الاطلاق لتحقيق الانجازات المخطط لها ، و عليه فان المهلة ستصب في المصلحة الوطنية .