داخل عائلتك من سابع المستحيل أن تجمعهم على طبخة معينة.. وحين تقرر الزوجة أنها ستطبخ مثلا (مقلوبة)، لا بد وان تقسم الآراء حولها فمنهم من يحبها على حمص ومنهم على فول ومنهم على باذنجان، إضافة لوجود أفراد لا يحبون المقلوبة نهائيا ويطلبون صينية (معكرونة)!
نعم معظم العائلات الأردنية لا تستطيع ان تجمع أفراد عائلتها على (طبخة) محددة، بينما استطاعت إحدى العائلات أن تجمع كل أفرادها في أمانة عمان.. حيث وصلني رسالة على الواتس أب تبين أن أحد عشر شقيقا وشقيقة يعملون جميعا في أمانة عمان!
الى الأمس كنت مقتنعا تماما أن البطن بستان، فطالما كان نفس البطن يخرج منه أخ قصير وأخ طويل، وأخ أشقر وأخ مشحبر، وأخ دكتور في الفلسفة وأخ معيط مواس، وأخ كريم وأخ جلدة!
نعم نظرية البطن بستان نسفت بعد وجود العيلة بالليلة تعمل في نفس المكان ليتبين أن البطن أمانة عمان وليس بستان!
هل يا ترى حين تضع أمانة عمان موازنتها السنوية تقوم بالاتصال مع رب هذه الأسرة ليتم سؤاله ان كان هناك أبناء أو بنات سيتخرجون قريبا حتى يتم رصد المخصصات لتعيينهم أو الاستفسار منه إن كانت زوجته حامل حتى يتم وضع المولود الجديد على خطط الامانة البعيدة المدى.. وحين يكون هناك مناسبة فرح او ترح لدى تلك العائلة هل يعلن أمين عمان العطلة الرسمية في الامانة طالما هذا العدد سيغيب مع زملائهم في نفس الاقسام الذين سيشاركونهم تلك المناسبة.. وحين رفعت امانة عمان في وقت سابق شعار (أمّنا عمان) هل كان ذلك الشعار فعلا موجها لسكان عمان ام لأفراد تلك العائلة، لأنه من الواضح ان عمان أمهم لوحدهم حين قامت باحتضانهم جميعا دون باقي الشعب!
ما أثار إعجابي هو توزيع الاشقاء والشقيقات على مختلف مديريات الامانة بطريقة احترافية يعجز عنها المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم حتى لا يتم اكتشافهم.. بينما رئيس وزراء سابق حين قام بتعيين ابنه في إحدى الدوائر علم سكان الأسكيمو بهذا التعيين وأبدوا امتعاضهم من الواسطة والمحسوبية وتم إلغاء التعيين!
أصلا لو رب هذه الأسرة لديه مصنع لا يستطيع ان يعين كل أبنائه فيه لأنه من سابع المستحيلات ان يستفيد منهم جميعا في ادارة المصنع وإذا ما قام بتعيينهم جميعا لن تحتمل موازنة المصنع رواتبهم وسيغلق..
بينما استطاع هذا الأب تعيينهم جميعا في أمانة عمان وكأنه لديه ممسك على كل امناء عمان، لأنه لو واسطتهم ترامب لتم الاعتذار منه عن تعيين كل هذا العدد في نفس المكان!
باعتقادي أنه كلما تم تعيين أمين لعمان يذهب اولا لزيارة تلك العائلة طالبا منهم الدعم والمؤازرة.. بينما هم يطلبون منه توسيع حدود عمان حتى تستوعب مستقبلا ربما أشقاءهم في الرضاعة!
ما فضح تلك التعيينات هو مشاركة أحد أفراد تلك العائلة بوقفة الرابع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية.. ولا أدري ان كان هذا المطلب مشروعا وقد تحققت العدالة لهم بعد ان ورثوا أمانة عمان!
فضح تلك القصة ليس عبثيا ولكن، هناك من يريد أن يبين ان المشاركين في احتجاجات الرابع نالوا حقوقهم وأن مشاركتهم هي لأهداف اخرى وحتى يتم تنفير الناس من المشاركة!
بالطبع مثلما لدينا هذه النماذج في الحراك، لدينا الآلاف لديهم 11 شقيقا وشقيقة ليس لديهم لا كاز ولا خبز ولا وظائف فلا تقفوا عندها!
الغد