انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الخميس بفيديو لامرأة كانت تصرخ بشدة مدعية أن أحد أفراد الأمن ضربها، فحاولت تصويره ونعتته بألفاظ غريبة منها : ( احريمة)، وأظنها تصغير حرمة بالعامية، ولا أدري إن انتبهت المرأة إلى أن هذا الاسم يمكن أن يطلق عليها أيضا بحسب جنسها، فكيف رأته عيبا وسبة، فأطلقته على الآخرين، وسبتهم به أيضا!
واستمر صراخها وتطاولها على الجميع ملكا وجيشا ووطنا،
ولو وقف الأمر هنا لظن السامع أنها مظلومة فقرا وتهميشا وبطالة، وأن قسوة الحياة جعلتها تنطق هذرا!
ولكن سرعان ما بدأ الباحثون والعارفون بنشر معلومات أثارت استغراب الناس أكثر من سلوكها، فهي موظفة في أمانة العاصمة بوظيفة وراتب وامتيازات يتمناها كثير من العاطلين عن العمل، بل حالها وحال أسرتها هو طموح كثير من الأسر التي لديها عدد من الأبناء المتخرجين من الجامعات منهم أطباء ومهندسين وحملة دكتوراه، وما زالوا ينتظرون فرصة عمل!
أما الخبر الصاعق فهي من ضمن ١١ أخ كلهم يعملون في أمانة عمان، ولعل أسئلة كثيرة يمكن طرحها هنا منها : لماذا عين الـــــــــــ١١ في مكان واحد؟ وكيف؟ ومن واسطتهم؟
لاسيما أن كثيرا من المؤسسات لا تجيز الجمع بين الأخ وأخيه أو أخته ، أو بين الزوج وزوجته للعمل في مكان واحد، فكيف جمعت الأمانة -مع تعدد فروعها- بين الأخوة والأخوات الـــــــ ١١؟! وكيف استطاعت هذه الأسرة توظيف جميع أفرادها الــــــ11 في سنوات قليلة في حين كان يمكن توزيع التعيينات على عدد من الأسر، فتحقق الأمانة قدرا من العدالة الاجتماعية، وتخفف من جيوب الفقر والبطالة، وهذا ليس من باب العدالة في التعيينات فحسب، ولكن أيضا من باب خدمة المجتمع، وهل لو زاد عدد الإخوة عن 11 كنا سنجدهم أيضا يعملون في لأمانة؟!
إن انتساب هؤلاء لأب واحد سهل عملية حصرهم، فكم يوجد من الزوجات والأزواج والأنسباء والمعارف عينوا معهم ، أو بواسطة مَن عينهم، أو بواسطة أحد هؤلاء الإخوة لا سيما أن واحدة منهم تعمل في الموارد البشرية؟!
وكيف كان الوفاء للوطن : استهزاء من أفراد الجيش والأمن، واتهامات باطلة لهم، وشتم صريح على من علق لهم الرتبة، وتطاول على الوطن كله بطلب فتح باب الهجرة إلى إسرائيل....
وسواء كانت أفعال هذه المرأة وسبابها من عند نفسها أو من عند غيرها، فقد كشفت ما لم يكن متوقعا من فساد في مكان واحد يحمل اسم (أمانة عمان)، فكيف حال غيرها؟ إن ما قامت به هذه المرأة هو ثمرة من ثمار فسادكم الذي رد إليكم