مؤسسة شومان والبحث العلمي
د.مهند مبيضين
16-12-2018 01:26 AM
عقدت مؤسسة عبدالحميد شومان، ندوة متخصصة أمس عن أحوال البحث العلمي في البلاد، أكدت فيها المؤسسة على انتمائها لمجتمع المعرفة، وعلى انفتاحها الكبير على بناء مناخ علمي رصين، وبناء الشراكات مع المؤسسات ومجتمع الباحثين لكي يتم التأثير في السياسيات ووضع الحلول.
ذوي الاختصاص في صندوق الابحاث التابع لمؤسسة شومان يؤكدون أنّ عدد طلبات الدعم المقدمة للصندوق من أصل (26) مؤسسة بحثية، بلغ (290) طلب، فيما بلغ عدد الأبحاث المدعومة من الصندوق من أصل (18) مؤسسة بحثية (111) بحثا، ونحو 88 ورقة بحثية نشرت في مجلات علمية محكمة، بينما بلغ حجم الدعم المقدم خلال مسيرة الصندوق ما يقارب 1.5 مليون دينار، إضافة إلى نحو 450 ألف دينار جاءت كمساهمة من المؤسسات البحثية الشريكة في دعم نفس البحوث.
تعد مؤسسة شومان احد اكبر مؤسسات دعم البحث العلمي والصناعات الثقافية، ويحسب لها الكثير مما تقوم به ثقافيا ومعرفيا، لكن المهم قوله في مجال البحث العلمي أنّ الاهتمام بالدراسات الانسانية والاجتماعية ليس كما يجب من قبل الباحثين أنفسهم، وبأن اهتمامات البحث في التاريخ وعلم الاجتماع والأدب واللغات وعلم النفس ما زالت بحاجة للتطوير والعمل الكبير.
هناك أولويات بحثية غائبة وهناك فراغ وفجوات معرفية في مجالات محددة، وفي المقابل هناك مجتمع غني بالموضوعات والمجالات القابلة للبحث، وللأسف ما ازل البحث في الانسانيات بطيء التقدم ولا يواكب التطورات الحديثة والمدارس الجديدة في النقد والانثربولوجيا والفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع.
هناك بنية صلبة تقليدية أيضاً، ترفض التطوير وتعاقب الفرادة والتجديد بحجج واهية ولا تنتمي للعلمية، والروح الإيجابية. ولا يمكن التغيير في اولويات البحث العلمي وتأثير الباحثين ورفع نسبة الاقتباس ما دامت البنية المؤسسية في المؤسسات التعليمية والبحثية الأردنية تعيش في زمن منتهي الصلاحية ويعاني امراض المحسوبية والجهوية.
في الختام، لقد وضعت مؤسسة شومان عبر عقود نصب عينيها تحديث المجتمع وتطوير المعرفة والثقافة الوطنية والاسهام في المشهد الفكري الانساني والعربي، وبناء مجتمع باحثين وذلك عبر الدعم والجوائز وبرامج الشراكة.
وفي الاردن قصص نجاح افادت منها بشكل كبير، وتقدمت في المعرفة العالمية بشكل فاعل، فشكرا لهذا الاهتمام والعناية.
الدستور