صحّت العَزَمات .. فنجحت الانتخابات
أ.د. عمر الفجّاويّ
15-12-2018 07:33 PM
الهاشميّة العشق
غير مُجْد في ملّة العاشق واعتقاده أن يبوح بما ينطوي عليه فؤاده من عشق، وما تحمله نفسه من أسرار، ويأبى أن يعالن اسم محبوبته، لما يكتنفه من شعور الغيرة عليها، حتّى إنّ النّار لتكاد تضيء بين جوانحه إذا هي أذكتها الصّبابة والفكر، ويرى المحبوبة منعّمة بدَلِّها وحسنها، ممنَّعة في قصر مَشيد مرصود، ورقاء ذات تعزّز وتمنّع، في المحلّ الأرفع، والعُجاب أنّ هذا الصَّبَّ لا يقوى على إخفاء هذه التّباريح، مع أنّ مضجعه بالإبر وخّاز، يرعى النّجوم، ويظنّ الظّنون، ويبيت غير موسَّد، حيران يكلأ مستنير الفرقد.
تلكم هي حال الوَلِه بالمحبوب، ولكنّني لا أستطيع أن أسبغ لبوس هذه الأوصاف على ما بين هاشميّتنا ومنسوبيها، فإنّني أعلن غير هيّاب ولا وَجِل ولا خَجِل أنّي أحبّ هذه الجامعة الّتي إليها أنتسب، ففيها المجد والحسب، ولا أزيد على أيّ واحد من منسوبيها، فهم مثلي وأكثر، وأحسب أنّ أحدهم تسمو نفسه وهو يذكر عشقه لهذه المحبوبة، بل تراه صدر المجلس ورئيسه مصرّحًا ببوحه العشقيّ تُجاهها.
ولم نعهد أنّ عاشقًا رضي أن يشترك معه أحد في حبّه للمحبوبة، ولكنّنا توافقنا نحن منسوبي الهاشميّة على حبّها، ويبدي كلّ عليها من الغَيْرَة ما يباهي به الآخر.
وإنّما مَهَدت السّبيل في قالتي هذه متحدّثًا بلسان عاشق؛ لأنّني أبصر في كلّ يوم هذه الحبيبة زاهية أحسن الزّهو، أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا، ورَبْعها خمائل وأزاهير، وبنيانها شامخ، يطاول أعناق السّماء بغارب، والقوّامون عليها يتعهّدونها بالبشر والحبّ والإنجاز، حتّى إنّ الشّمس على حيطانها أبهى منها على حيطان غيرها.
وها هي ذي حبيبتنا درّة الفَلَوات، ومولانا الملك الكريم يزورها بفضله، ويبدي نواجذه جذلًا بما انتهت إليه من علوّ وسموّ، ويتلقّاه رئيسها باسطًا خطّته وطرائق إنفاذها، ويصغي بقلبه وبسمعه إلى أبنائه الطّلبة، وترتفع معنويّاته بهذا الجمال النّاجز.
وتبثّ الهاشميّة في نفوس طلبتها حبّ البَوْح، ولكنّه في سياق حضاريّ مستنير، وتستعد عمادة شؤون الطّلبة لهذا البَوْح الانتخابيّ، فتحاور في حجاج عقلانيّ عالٍ، وتستقصي كلّ طيوف الطّلبة، ولا تقصي، ويتجمّعون بعد شتات، وقد غَدَوْا على حَرْد قادرين، في ذاك الخميس، وقد علم كلّ أناس مطلبهم، وعمل كلّ على مكانته، فلا مكان لناكص على عقبيْه، ولا وجود لمتخاذل، والتقى النّاس على شيء قد قُدِر، والهاشميّة بمنسوبيها تزدهي، وتختال تيهًا وصبابة، بأنّ محبّيها قد مَحَضوها صادق العشق وجميل الحبّ، فابتدأ الانتخاب ضحى ذاك اليوم، وعلت الشّمس كبد السّماء في رائعة النّهار، ودنت شمس الأصيل من الغياب، ولا تلفي العاملين على الانتخاب إلّا بثغر بسّام ووجه وضّاح، مع علمنا بأنّ بعضهم قد وصل سواد ليله ببياض نهاره، وما عاد يَميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولكنّ حبّه هو حاديه إلى العمل.
هذه هي قصّة عشق غير مسبوقة، فهلّا زاد منسوبو الهاشميّة في حبّها!
ألا وإنّهم لصادقون! ألا وإنّهم لفاعلون! وبهذا العشق فليهنأوا!
أستاذ الأدب الجاهليّ في الجامعة الهاشمية