مرة أخرى رسالتي إلى الأردن و الاردنيين القابضيين على جمر الايام العجاف في زمن الصديق عبدالله الثاني فالمحيط المحبط مما مر به يسعى إلى ارباك الأردن وتعمي بصره، وهذه المسألة تستدعى من قبل اعداءه كلما أرادوا ابتزاز النظام السياسي في عمان، وكما كتب مرة المفكر العربي محمد المسفر بأن المعضلة الحقيقية في عمان هي أن الجبهة الداخلية كما يجمع المراقبون مضطربة لأسباب اقتصادية وإدارية وعشائرية واختراقات متعددة كلها تنهش في امن واستقرارالحال في الأردن الأمر الذي يعلمه اعداءه، ومن هنا تبدأ عملية الابتزاز للنظام السياسي الأردني ..
في حزيران الماضي كان الأردن يقدم أنموذجا للعالم وهو يسرح لوحة ديمقراطية في الاحتجاج والاعتصام ،وأسفرت تغييرا لحكومة أخفقت في التعامل مع ملفات اقتصادية واصلاحية، واليوم عاد عمان إلى صدارة المشهد الإعلامي وبعد اقل من ستة أشهر على وقع احتجاجات مقدمة صورة مقاربة للديمقراطية في حوار القاعات والشارع والحوار حول المطالبات التي يمكن اجمالها في تصحيح مسارات التشريع للحريات والإصلاح الاقتصادي ،مسارات حماية المال العام ومكافحة الفساد ، ومسار تحسين الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطن .
قد تتضارب الروايات والمد والجزر بين الحكومة والشارع في الحوار ، لكن الخيارات قد تبدو محدودة ومحصورة، بالموقف السياسي الأردني المنحاز لقضايا الأمة العربية والإسلامية والحق والشرعية الدولية ينعكس على الموارد الاقتصادية ،يضاف إلى ذلك بالطبع اصباغ انطباع عام بعدم الثقة وفساد نخبوي متوارث ،والمحور الثالث لأسباب الوضع الراهن ذهاب الدولة إلى إحلال قيادات سياسية واقتصادية واجتماعية وإدارية مكان النخب السابقة أدى إلى ما نشاهده اليوم في البلاد .
ولا أريد أن أكتب وقد أثبتت النقاط الأولى والثانية بل ساقفز إلى إحلال القيادات ، وتتحمل النخب السابقة والدولة معا المسؤولية في ان بعض السابقين تملكتهم الانا والانانية فكيف بهم يخرجون من هيلمان السلطة ،ولم يعدوا صفا ثانيا قادرا على أداء الأدوار الكفؤة،والدولة انتقلت الى القيادات الجديدة دون معايير ثابتة بل تجاهلت المعايير التقليدية وعملية التدرج بالأحوال فكانت النتائج الواقع الذي نلمس اليوم ،ولم تجدي عملية الرتق المتأخرة المحدودة في إصلاح هذا الخلل .
لكنه الأردن وبضمان صمام أمانه المتمثل في قيادته الهاشمية وبما امتلكت من حكمة متوارثة في القيادة ملجأ وملاذ،يظل القادر على النهوض والارتداد إلى حالة التأقلم في النبض الشعبي والعالمي ... ولكن كلمتنا ورسالتنا للجميع لا تربكوا الاردن وسنخرج الاشد صلبا وعودا.