اعتصامات الأردن هادفة أم مستهدفة؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
15-12-2018 12:16 PM
من قلب الحدث وقلب الشارع تتوزع الأحداث، ونعيش أجواء الأخبار المنتشرة في كل مكان، والفيديوهات التي تصور بكل جوال، تتسارع النبضات والصيحات وتتلوها كلمات، وندخل في دائرة المعتصمين الذين خرجوا من بيوتهم حاملين بين صدورهم مطالبات عديدة، تتبلور في حياة كريمة ورفع الظلم واحترام حق المواطنة في وطنهم، مرتدين الشماغ الأحمر المهدب الذي يرمز لعروبتهم ووطنيتهم وحبهم لثرى هذا الوطن، مبتعدين عن أي تخريب أو تدمير من شأنه أن ينزف البلد، يتزاحمون في ساحات قريبة من دائرة اتخاذ القرار يحيطهم نخبه من أبطال وأسود الوطن من الأجهزة الأمنية محافظين على أرواحهم وإيذائهم لبعضهم.
حتى يظهر قوس قزح المعهود في كل اعتصام وهم النخبة المندسة والتي تلونت بألوان متعددة منهم من هم مدفوعي الثمن بخروجهم ومنهم من هو أداة لتطبيق مخططات للحاقدين على وطن احتواهم سنوات وسنوات، يخرجون عن الخط الأحمر في مطالباتهم، ويشعرون المواطن أن البلد في حالة دمار، يشتتون من خرجوا لغايات وحاجات محددة شرعية، متظاهرين بضعفهم وكسر جناحهم مستخدمين وسائل التواصل كأداة لنقل صور غير حقيقية ملوثة بنفوسهم المؤذية التي لن تطهر يوما للوطن مهما اشبعها ( يأكلون خيره، ويمدحون غيره)، نسيج الاعتصامات يمزقه هؤلاء المرتزقة الذين يعيشون على فتات الخبز من أسيادهم الذين يدفعونهم لتمزيق ثوب العروبة الوطنية، الذين يسعون الى كراسي ومسؤوليات على ظهر شعب مطالب بحقوقه، وقد تناسوا الشعب وقت وجودهم على كراسيهم، وتذكروه عندما نسوهم من التشكيلات الحكومية، والانتخابات.
لماذا لم نراهم وقت وجودهم على الكراسي؟، لماذا لم يقدموا استقالاتهم وقتها مساندة للشعب؟ أم أن ( حرارة الاشتياق للكراسي) دفعتهم للشعور للحظات مع ذلك الشعب الذي نادى مرات ومرات، وأغلقوا هواتفهم أمامه وأغلقوا أبوابهم بوجه.
ليسمع الشعب صوت الحرية وصوت الحق وليهتف الى بلده وقيادته بحقه مرددا بها عاليا ( سنأخذ حقوقنا، ولكن بدون تمزيق نسيج الوطن، فالعلم الاردني هو ردائنا وترابه وسادتنا، وسمائه مظلتنا، وجباله الشماء رمز عزتنا).