عمون - فيمايلي ملخص بحث للباحث الدكتور يوسف رشيد زريقات/ مدير مركز دراسات العهد القديم..

شهدت عمان كغيرها من مدن الأردن والديكابوليس على وجه الخصوص ازدهارا عمرانيا وثقافيا وفكريا تجلى في القرن الثاني الميلادي وما بعده. فقد ذكر المؤرخون ابداعات المؤرخ مالكوس ابن مدينة فيلادلفيا (عمان) من القرن الخامس. المؤرخ الروماني فوتيوس Photius والذي عاش في القرن التاسع الميلادي . أكد بأن المؤرخ واللغوي مالكوس ابن فيلادلفيا ولد في مدينة فيلادلفيا السورية حوالي العام 430 ميلادي وقضى أغلب حياته في مدينة القسطنطينية.(1)
غير ان الموسوعة البيزنطية سودا (Suda ) التي جمعت في القرن العاشر الميلادي ذكرت بأن مالكوس ولد في القسطنطينية وفي موضع آخر من الموسوعة ربطت اسم مالكوس ابن فيلادلفيا بأحد شخوص قصة المؤمنين السبعة من أصحاب الكهف من اهل فيلاديلفيا السورية ويدعى ميكسيلينا (Mekselina) ، غير أن فيتوس فصل بينهما وأكد بانه هو نفسه مالكوس المؤرخ واللغوي ابن فيلادلفيا .(2)

وينقل وليام سميث في كتاب (قاموس السير الذاتية والميثولوجيا الرومانية والإغريقية) رأي فوتيوس قائلا بان اسمه السوري يدل على أنه من فيلادلفيا العاصمة السابقة للملكة للعمونيين والمدعوة بربة Rabbah)) في أرض العمونيين الى الشرق من نهر الأردن. ويرجح انه ارتحل الى القسطنطينية ساعيا لتطوير مهنته في الخطابة وعلم السفسطائية. واضاف بأن وصف البعض له بأنه من القسطنطينية كان بسبب ظروف ترحاله واستقراره في القسطنطينية. (3)
وثق مالكوس في سبعة مجلدات التطورات للحياة السياسية والأباطرة وأحداث الإمبراطوريتين الرومانيتين الشرقية والغربية. وقد نشرت مؤلفاته اثناء حكم الإمبراطور انستاسيوس، (491-518 ). وأرخ ابن فيلادلفيا في سبع مجلدات ضخمة لتاريخ الأمبرطورية الرومانية بشقيها الشرقي والغربي. وقد بدءا من آخر مراحل مرض الإمبراطور ليو الأول (401-474 م) وتحديدا في السنة السابعة عشر من حكمة حتى اغتيال الإمبراطور يوليوس نيبوس في الإمبراطورية الغربية (430-480 م). (4)

نشرت مؤلفات مالكوس كاملة اثناء حكم الإمبراطور انستاسيوس ( 491-518 ) وقد فقدت أجزاء كبيرة منها عبر مئات السنين ثم اعيد جمع المتبقي منها من قبل البطريرك المؤرخ فوتيوس Photius والذي شغل منصب بطريرك القسطنطينية لمرتين في عام 845 م وكان اهمها جزء كامل الفه ما لكوس عن السفراء . ذهب فوتيوس الى تفصيل الاسم باللغة العربية والذي يعني الملك مستشهدا بأسماء ملوك الأنباط في البترا (مالكوس) وهي بنفس الكتابة واللفظ لدى المؤرخين أمثال فلافيوس وبليني . (5)

كان مالكوس أكثر المؤرخين الذين كسبوا احترام النقاد والمختصين فقد وصفوا أسلوبه بأنه أنموذجا لأسلوب المؤرخ الحقيقي نقيا بعيدا عن الأطناب خالصا متحررا من العبثية وسهل الفهم وكانت لغته أنيقة وواضحة وكانت الكلمات والجمل مختارة بعناية وفي نفس الوقت فيها فخر ذاتي . فهو لا يتردد في في توظيف المصطلحات غير المألوفة . وفي المجمل فقد كانت لغته نموذجية للمؤرخ وكان سفسطائيا محترفا واحد أعظم أهل البلاغة . كما كان واضحا بأنه من أتباع الكنيسة المسيحية بالرغم من أن البعض وصفه بالوثني. (6) وفي جدلية المؤرخين حول نهاية تمثال كبير الآلهة زيوس فقد ذكر توم ستيفنز في مقالته " ما الذي حدث لتمثال زيوس الومبيوس) بانه يختلف مع المؤرخ بلوكلي في اعتماده على ما كتبة المؤرخ مالكوس ابن فيلادلفيا المؤرخ المعاصر للتمثال من القرن الخامس الميلادي بأنه قد تم نقل التمثال واستقر في القسطنطينية .(7)
و يدعم الباحث زريقات رواية مالكوس واستقرار التمثال في القسطنطينية فقد أكد المؤرخ جورجيوس كيدرينوس Georgios Kedrenos في نهاية القرن الحادي عشر وآخرون ما ذكره مالكوس والذي عاصر الأحداث وقال بأن تمثال زيوس الومبيوس قد نقل الى القسطنطينية في نفس الفترة التي ذكرها وعايشها مالكوس ودمر في الحريق العظيم الذي اجتاح القسطنطينية عام 475 م ودمرها.(8)

المراجع:
1. . Greg Fisher. Arabs and Empires before Islam,Oxford Unversity Press. 2015.p.86-88.
2. https://www.revolvy.com/page/Malchus-(historian)
3. Smith, William, Sir, ed. A Dictionary of Greek and Roman biography and mythology. By various writers. 1813-1893.2015.
4. Bury, Later Roman Empire, Decline and Fall, ch. 36; i. 227 (1889).
5. https://quod.lib.umich.edu/m/moa/ACL3129.0002.001/917?rgn=full+text;view=image;q1=Malchus
6. http://www.tertullian.org/fathers/photius_03bibliotheca.htm
7. Baldwin,B: Malchus of Philadelphia , DOP,31,1977,P.91-107.88 . Ravenna .
8. https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopedia-of-the-medieval-chronicle/kedrenos-georgios-SIM_01096