الاقتصاد الاردني في ظل النواب قراطيون
د. ماجد الشامي
15-12-2018 01:51 AM
وهكذا عاد شباب وشابات الأردن الواحد بجميع أطيافه إلى موقعة الدوار الرابع قبل انتهاء السنة المشؤومة، سنة الكوارث والفاجعات والمفاجأت، ليُذكِروا حكومة دولة الرئيس الجديد عمر الرزاز الرايء الدافىء والهادىء والراقي، والمغلوب على أمره، بأنه لم يرتقي للحد الادنى من طموحات شباب وشابات هذا الوطن خلفاً لحكومة هاني الملقي المُقالة. خصوصاً وأن ال ١٠٠ يوم قد مرٌوأ والوضع يزداد سؤاً، ولو كانوا ١٠٠٠٠٠ يوم فلن يتمكن دولته من التعامل مع جملة من الدومات التي تعصف في البلاد من مخلفات الحكومات السابقة ومجلس الامة الانتهازي لجيوب ومقدرات الوطن . لذلك وبعفوية عادوا اسود الوطن ليأكدوا مرة ثانية بأنهم لن ينحنيوا لإرادة الحكومات المترددة في حسم معركة قانون ضريبة الدخل وقانون الجرائم الالكترونية وملفات الفساد المتأصلة في أركان الدولة، والنوابوقراطين يزدادون تخاذلاً في أداء واجباتهم الدستورية في خدمة مصلحة الوطن والمواطن.
وعلت اصوات الحق النابعة من وجع الذل والقهر والتهميش، كما كانت في يوم أربعاء الهبّه الاولى، والتي لم يكن لهذه الأصوات أن ترتفع لولا أن الوجع كان أليم، وكان لهم في حينها طلّة بهيّة من مليكهم الشاب الذي كان في قلب الحدث ولم يتوانى في إقالة حكومة هاني الملقي ورد قانون ضريبة الدخل ليعاد هندسته على أصول واقعية وليس ارضاءً للبنك الدولي الاستعماري.
ولكن الشارع الاردني عاود الانتفاص مرة ثانية بعد أن أحسّ ان القدرة على التحمل قد تراجعت إلى أدنى مستوياتها وهو يرى أن الحلم الاردني عاد في مهب الريح في عهد دولة رئيس الوزراء عمر الرزاز الذي أتمنى لدولته أن يخرج كما دخل لانه الطف بكثير من أن يتحمل كوارث حكومات متعاقبة بالجملة والنكبة الأكبر هي مجلس نوابوقراطية الذي عاثَ فساداً في كل مناحي الحياة في هذا الوطن ضارباً بعرض الحائط كل ما يمكن أن يردعه عن فعلته. نواب وصلوا إلى قبة البرلمان ليس بالجدارة والاقناع وانما بالتحايل والاخضاع، إخضاع من آلت نفسه أن يبيع صوته في الانتخابات، والفُقر هو المُلام. أن الشعب الاردني لطالما تقبل اراده الله أن يكون لديه بحر ميت ولكنه يرفض ان يكون لديه إقتصاد ميت.
هذا الشعب الذي طالما تعود أن يكون مكرام وفارس شجاع وهامات لا تنحني اللا لله وحده، والفزعة لإخوانهِ العرب في أيام المِحن. ولكن هذه المرة كان هو على موعدٍ مع نفسه ليخرجَ من محنتهِ وصمتهِ وكانت له كلمته العليا في الميادين العامه ليبعث برسالة ذات صدى إلى كل انسان من المتنفذين والمتعالين، باننا ندعوكم معنا إلى طريق الحق، طريق التصحيح، الطريق الذي يصب في مصلحة كل أطياف المجتمع الاردني الواحد، ولا والف لا أن يصُبّ في مصلحة فقط هذه الفئة التي ظللت طريق الاردن من أجل حصد أكبر الغنائم من المال من افواه الشريحة الأكبر والاوسع في هذا المجتمع من الناس النشميين والخيرين. لقد حان موعد أذان العدل لان العدل اساس الملك، والملك لله وحده فقط. والله يوفق كل مواطن شريف على فعل الخير امّا بالاقوال او بالأفعال، ولنتذكر دائماً ان المال للابالسة والوطن للجميع، و يا رب ان تكون أذان حكومتنا من عشيرة بني سميع. والله ولي التوفيق.