لماذا فشلت الحكومة في احتواء الاحتجاجات
المحامي محمد الصبيحي
14-12-2018 07:50 PM
فشلت الحكومة في إقناع الشارع واحتواء الاحتجاجات المتصاعدة فاضطر الأمن إلى تكثيف تواجده والاستعانة بقوات البادية .
تركيبة الحكومة جيدة والرئيس نظيف اليد والسيرة وهاهو يعلن قائمة أولويات وبرنامج عمل ويفتح حوارا عشوائيا لابأس به رغم أن الفريق الاعلامي للرئاسة سيئ الأداء ٫ فمن حوار مع اعلاميين الى حوار مع قلة قيل لنا أنهم مثقفون ومفكرون الى حوار درامي مع مجموعة قيل إنهم حراكيون من الشارع فوقف أحدهم مترافعا بحماس وجرأة مصنوعة عن الشعب الذي وصفه بالجائع ومع ذلك لم يهدأ الشارع ولا حاز الرئيس وحكومته على رضا الناس ؟؟!!.
ما تريدون اذن ؟؟ لماذا تتصاعد الاحتجاجات ويزداد الحشد الأمني إلى درجة استقدام قوات البادية ؟! .
المسألة الحقيقية ليست في الفقر وحده ولا في قانون الجرائم الإلكترونية وضريبة الدخل ولا حتى في الأسعار والمحروقات وحدها يا دولة الرئيس ٬ المسألة أن الشعب يشعر أن هناك مجموعة من الحيتان الكبار نهبوا ثروة الوطن وأن إرادة المحاسبة الحقيقية غير موجودة لان رؤوس الفساد اقوى من الحكومة .
الشعب يريد أن يرى رؤوسا كبيرة قيد المحاسبة والتحقيق في الثروات الضخمة التي يملكونها ٬ نحن نتساءل عن الفائدة من قانون اشهار الذمة المالية منذ العام ٢٠٠٦ والوزراء وكبار رجال الدولة يقدمون أقرارات الذمة المالية ولم يتم فتح إقرار واحد حتى الآن رغم أننا نشاهد كيف يخرج بعضهم من الوظيفة بثروة هائلة ولا يسئل من اين لك هذا،؟؟
قبل أسابيع يسجل ثلاثة من كبار المسؤولين الشباب السابقين شركة بعشرات الملايين ولو جمعت رواتبهم لمئة عام قادم ما وصلت ربع راسمال شركتهم ومع ذلك لا تطلب الحكومة من المجلس القضائي فتح أقرارات الذمة المالية العائدة لهم والمحفوظة لدى دائرة اشهار الذمة المالية ليتبين إن كانت ثروتهم حلالا فنبارك لهم وأن غير ذلك فالقانون هو الحكم بدل أن يتم تداول القصة على اوسع نطاق للسخرية من ادعاءات الإصلاح التي تزعمها الحكومة !!
لن تهدأ الاحتجاجات ولن تحظى الحكومة برضا الشعب ما لم تمسك بزمام الولاية العامة الحقيقية وتبدأ في محاسبة كبار الحيتان عن مصادر ثرواتهم وما لم تعمل على تحصين القضاء من الضغوط والتدخلات .
الشعب يريد الوضوح كيف تصاعدت المديونية في السنوات العشر الأخيرة بشكل مريع ولماذا ؟؟ .
لماذا يخرج وزراء ورؤساء وزارات بثروات كبيرة ومن أين ؟؟
الشعب يريد رئيس مثل وصفي يحاسب الكبار قبل الصغار .
الشعب يعتقد أن رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وهنا مربط الفرس