السياحة الصهيونية للأردن خطر مؤجل
جهاد المحيسن
20-07-2009 07:47 PM
في الوقت الذي يستمر فيه مسلسل تهويد القدس الشريف وتغيير الأسماء العربية في شوارعها العتيقة بل وحتى أسماء المدن الفلسطينية كلها، توجه كبير حاخامات كيان العدو الصهيوني "يونا ميتسغير "بطلب إلى الملك عبد الله الثاني بأن يوعز إلى رجال الأمن الأردنيين العاملين في المعابر الحدودية بالسماح لسياح يهود بدخول الأراضي الأردنية حاملين أدوات العبادة اليهودية، وقال الحاخام ميتسغير في رسالة بعث بها إلى الملك انه لا يخطر بباله أن توعز السلطات "الإسرائيلية "إلى السائح المسلم بعدم ارتداء الألبسة التقليدية أو بعدم حمل أدوات العبادة الإسلامية لدى دخوله البلاد.
وكلنا يعلم أن دولة الاحتلال تمنع المصلين الفلسطينيين من أداء الصلوات في المسجد الأقصى، ولكن أن تبلغ الوقاحة الصهيونية مبلغها في الطلب من الملك السماح لهم لسياحهم غير المرحب بهم في الأردن بان يمارسوا طقوسهم بما يتفق وأساطيرهم فان ذلك الأمر غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلا .
وهذا يعبر عن تحول في خطير في شكل النظر إلى مستقبل الأردن كهوية وطنية فبعد السجالات السياسية في أروقة الكنيسة التي لم تنتهي ولن تنتهي بالحديث عن كون الأردن وطن بديلا للفلسطينيين، فان التحول الحالي من قبل كبير حاخامات دولة الاحتلال يعتبر تحولا نوعي خطيرا ،ويحمل دلالات سياسية ودينية تهدد الكيان الأردني برمته، من هذا المنطلق وجب الرد وبقوة من قبل الدولة الأردنية على مثل هذه الدعاوي حتى لا نكرس بوعي أو بغير وعي ما تريده دولة الاحتلال من التزييف المؤدلج للتاريخ وندفع ضريبته آجلا غير عاجل .
فها هو وزير المواصلات في دولة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس يؤكد على أنه مصمم على المضي قدماً في مخططه الهادف إلى تهويد الأسماء في لافتات الطرق واستبدال الأسماء العربية للقرى والمدن العربية بالأسماء كما تلفظ بها بالعبرية أو بكنيتها العبرية المزعومة، متجاهلا الرفض العربي والانتقادات الشديدة لهذه الخطوة العنصرية.
وبحسب ما نُشر في الصحف العبرية ؛ فإن وزارة المواصلات ستنشر خلال أيام في موقعها على شبكة الانترنت - القائمة المعدلة لأسماء ما لا يقل عن 2500 تجمعاً سكنياً أقر كاتس استبدالها بأسماء عبرية بالحروف العربية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ؛ فإن لافتات الطرق الأولى مع الأسماء المعدلة - بما في ذلك استبدال اسم مدينة القدس بـ"يروشلايم"; ستشاهد على الطرق في الشهر المقبل.وكان كاتس أقر على استبدال الأسماء العربية للبلدات والمدن والتي تظهر على يافطات الطرق بأسماء عبرية، كطريقة جديدة لتهويد أسماء المدن والقرى الفلسطينية.
وحسب الخطة؛ فان أسماء البلدات بالانجليزية وبالعربية ستكتب من الآن فصاعدا كنسخ عن اسمها العبري، حيث سيكون اسم القدس بالانجليزية Yerushalayim بدلاً من Jerusalem، وبالعربية ستشطب كلمة القدس وتستبدل بـ "يروشلايم" بالأحرف العربية، كما سيتم تبديل اسم الناصرة "بنتسرات" أو "نصرات"، وعكا ستصبح "عكو" وصفد تتحول إلى "تصفات" أو "تسفات"، وتل أبيب يافا بتل أفيف يافو، وهكذا.
فهل بقي سبب اكبر من ذلك للرد على الوقاحة الصهيونية التي لن تتخلى للحظة واحدة عن مشروعها التوسعي الهادف إلى قضم الأردن كما قضمت فلسطين والبداية تكون بالسماح لسياحهم بممارسة شعائرهم وفق طقوسهم المزعومة، ومن ثم يجري الحديث فيما بعد عن الحقوق التاريخية المفتراة في فلسطين والأردن؟
Jihad.almheisen@alghad.jo