نعشق الشماغات الحمر ، و رموزنا الوطنية ، و نجل و نكبر حميتنا و خوفنا على الأردن ، الأردن الذي يجمعنا ، بغض النظر عن أعراقنا و طوائفنا ، و عن جنسياتنا ، وعشائرنا .
الأردن غير قابل للتجزئة و الإختصار ، فالرابع ليس الأردن ، و عمان وحدها ليست الأردن ، و الشخصيات الزمنية التي اختزلتها اللقاءات الرسمية ليست الأردن ، الأردن أعمق وأسمى من شعاراتنا ، وأرفع من مهاتراتنا ، خوفنا مبرر و مطالبنا مشروعة و لكن حماية الوطن اولى و أهم بكثير من مطالبنا ومن الدعوات التحريضية على الإضراب و الاعتصام المفتوح بحجة محاربة الفساد ، او تحت دعوة " معناش" ، لا يمكن ان نقبل ان نكون تجربة مكررة من الويلات و النكبات العربية ، ولا نعايش الصدامات الشعبية العسكرية ، فما بين الشماغ الأحمر و بوري الجيش وحدة حال و دم ، وحدة مصير و هم ، هتافنا عاش الوطن ، وعاش قائدنا ، كل يوم نجدد انتمائنا للأردن وولائنا لقيادتنا الهاشمية ، فغايتنا أن نرتقي في حضن الوطن .
لن نقبل أن تفتعلوا الأزمات و تتاجروا باسمنا و همومنا على الدوار الرابع ، لن نقبل ان تعتلوا أكتافنا لتتربعوا على كرسي الوزارة و المناصب ، أصواتكم و حناجركم مهما علت اجعلوها نحو الحق و الحقيقة ، نحو المصلحة العامة ، كفوا عن جلد الذات ، ومحاربة الوطن ، القوانين جائرة و الممارسات الرسمية قاتلة و غير جادة في محاربة الفساد و الفاسدين و الذين أعتدوا على حقوق الشعب و المواطن الأردني ، ولكن هذه هي إمكانياتنا المتاحة ، فلا الحكومة تمتلك الفانوس السحري للإصلاح بين عشية و ضحاها ، و لا المواطن يملك عصا موسى لتبتلع كل الفاسدين ، و الخطابات التحريضية ليست شريعة للدفاع و النهضة بالواقع .
واقعنا مأزوم و بعض الشخصيات الطارئة لن نقبل ان تمثل مطالبنا ، علينا ان نعي جيدا ان الواقع يحتاج لأن نقف على قلب واحد كتف بكتف و بصورة سلمية وديمقراطية وأكثر حضارية ليبقى الأردن النموذج ، وان لا نستنسخ تجربة السترات الصفراء ، او ميادين التحرير ، فنحن أحرار في وطنا ، مسيرتنا مستمرة دون اختزالها مكانيا او زمنيا او حتى في شخصيات كرتونية.