يعود تاريخ الظهور الأول للرجل الجميل الملتحي حبيب الأطفال المنتظرين إطلالته في ساعات الصباح الأولى لعيد ميلاد يسوع المسيح محملا بالهدايا الملقب ب سانت كلوز الى بدايات القرن الثالث الميلادي .

كان الراهب التقي نيكولاس الذي ارتقى لمنزلة القداسة قد ولد سنة مئتين واثنتين وثمانين للميلاد في مدينة باتارا في تركيا لعائلة مقتدرة مالياً، وأصبح في سنوات شبابه الأولى محط أنظار واعجاب الجميع لدعمه المتواصل وبلا حدود للعاجز والمحتاج واليتيم في مدينته والمناطق المحيطة بها . اعتاد تلقديس نيكلوس التخفي والقيام بزيارت كل ليلة للأطفال الفقراء والعائلات المحتاجة ليضع الهدايا والأكياس المليئة بالحلوى أمام بيوتهم المتواضعة ليصحوا بعضهم صباح اليوم التالي فرحين مؤمنين ان هذه الهدايا سقطت عليهم نعمة من الرب، استجابة لصلواتهم ودعواتهم فيما الآخرون يتساءلون من هذا الذي يدخل البهجة والفرح في قلوبنا وينشر السعادة في احياء المدينة ومحيطها الحزين ؟

تقول الأساطير المتناقلة جيلاً بعد جيل ان سانت نيكولاس تعهد بحماية وانقاذ ثلاث فتيات شقيقات عرضهن والدهن الفقير للبيع في سوق الدعارة حيث بادر نيكلوس تقديم مبلغ كبير من المال للوالد المحتاج كمهر للزواج منهن ، فوافق الوالد، وعلى الفور انتشرت شعبية القديس نيكولاس وأصبح يعرف باسم حبيب الفقراء من النساء والأطفال وحاميهم . وتضيف الأساطير ان القديس نيكولاس توفي في السادس من ديسمبر كانون الأول عام ثلاثمئة وستة وعشرين في المدينة التي وولد وترعرع فيها باتارا الواقعة في شمال تركيا ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا اعتبر يوم وفاته رمزا لإحياء أعماله وتكرار ما كان يقوم به هذا القديس المنتسب للكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية .
انتشرت أسطورة القديس سانتا وما نظمنته من روايات وأعمال إنسانية وسمعة عطرة حملها معهم المهاجرون الأوائل الى اروبا والامركتين .
كان ، المهاجرون الهولنديون الاميركيون في نيويورك اول الجاليات الأوروبية في اميركا التي تحيي ذكرى وفاة القديس نيكلوس في السادس من ديسمبر بتوزيع الهدايا للمحتاجين من الأطفال.
راقت فكرة هدايا الأعياد التي ارتبطت باسم القديس نيكلوس للكاتب ورجل الأعمال الاميركي الشهير جان يتراند مؤسس مبادرة هيئة نيويورك الاجتماعية والتي أصبحت فيما بعد اكبر الهيئات الاجتماعية في العالم وقام بعرض فكرة تبني أعمال القديس نيكولاس وربطها باحتفالات أعياد الميلاد الى مجلس إدارة الجمعية مقدما للمجلس نقوشا بشكل تحف فنية تحمل رسم القديس نيكلوس واقتراحاً لتطوير هيئة وشخص نيكلوس ليكون رجلاً ملتحياً ابيض البشرة يرتدي جبة حمراء وبنطالاً احمر اللون وقبعة حمراء واسعة الحواف وجوارب صفراء وحذاء ضخماً يظهره وكأنه من عالم اخر غير عالمنا . .
في العام ١٨٢٠ أصبحت مهمة "سانت نيكلوس" الذي تغير اسمه الى "سانت كلوز" جزاءاً هاما وأساسياً من احتفالات عيد الميلاد حيث عجت الصحف وأجهزة الإعلام التي انطلقت من نيويورك الى جميع الولايات الاميركية والى دول العالم الأخرى تظهر الصور الجذابة ل سانت كلوز و تروج في حملات إعلامية ودعائية مركزة لشخصيته المحببة للأطفال بغض النظر عن اوضاعهم المعيشية والاجتماعية " في حين بدأت المتاجر بعرض منتجات المصانع والمعامل الاميركية من هدايا وألعاب للأطفال التي أصبحت احدى اهم رموز عيد الميلاد المجيد التي حولها الراسماليون الاميركيون الى صناعة مالية ضخمة تجني من وراءها الشركات الاميركية المصنعة للهدايا وألعاب الالطفال مليارات الدولارات كل عام.
كل عام ونحن وأنتم وأطفال العالم بسلام وحب دائمين .