الذهبي يتخلى عن الحكومات السابقة
20-07-2009 04:02 AM
*** رئيس الوزراء يحرص على شعبيته ويتجنب الدفاع عن سياسات الآخرين
ابدى رئيس الوزراء الأسبق علي ابو الراغب عتبه على رئيس الوزراء الحالي نادر الذهبي لامتناع الاخير عن الرد على الاتهامات التي وجهها في وقت سابق النائب عبدالكريم الدغمي لحكومة "ابو الراغب" وطالت مسؤولا امنيا سابقا.
واستند في عتبه على عبارة منسوبة الى الذهبي مفادها »ان اعمال الحكومات تراكمية« وفق ما نقلت وكالة عمون الاخبارية عن "ابو الراغب" في جلسة مجلس الاعيان امس.
التقاطة ابو الراغب في محلها فرؤساء الحكومات كانوا دوما يشيرون الى »البناء على انجازات من سبقوهم« ويتحاشون الحديث عن اخفاقات واخطاء الحكومات السابقة.
بيد ان هذه القاعدة وان كان الذهبي قد تبناها في بداية حكومته لم تعد محل اجماع او التزام من طرف الرؤساء. واعتقد ان الذهبي في طريقه لكسرها وتبني قاعدة بديلة مشتقة من مَثَل شعبي يقول »كل واحد يقلّع شوكه بيديه«.
الحكومات اليوم لم تعد قادرة على الدفاع عن نفسها وصون شعبيتها حتى نطلب منها الرد على اتهامات لحكومات سابقة غادرت موقع المسؤولية مخلفة حولها جدلا واسعا.
الذهبي بدأ بكسر القاعدة مبكرا عندما كشف للنواب والرأي العام توقيع حكومة البخيت على صفقة مجحفة لاقامة كازينو في البحر الميت وثار في حينها سجال بين مسؤولي الحكومة السابقة والذهبي, لكن الاخير لم يتردد في تحميل الحكومة السابقة المسؤولية.
وفي اكثر من مناسبة نيابية شن نواب عديدون هجوما كاسحا على حكومات سابقة ووزراء سموهم بالاسم الا ان الذهبي آثر الصمت وعدم الرد, وظل ملتزما بهذه القاعدة الذهبية حتى عندما يتعلق الامر بوزرائه الذين طالتهم سهام النقد النيابي تحت القبة ولم يجدوا من يدافع عنهم.
وبدا واضحا ان رؤساء الحكومات السابقين قد كسروا القاعدة هذه وما صرحوا به مؤخرا في مقابلات صحافية يؤكد ذلك.
يمكن تفسير سلوك رئيس الوزراء هذا بحرصه الشديد على شعبيته وصورته الطبية عند الرأي العام والنأي بنفسه عن صراع النخب السياسية ويعبر ذلك في تبرمه الشديد مما يسميه نميمة الصالونات السياسية وتزاحم رموزها على المناصب والمصالح.
ربما يكون ابو الراغب محقا فيما ساقه من بينات بشأن قانون »الهيئة الوطنية للتصنيع« لكنها تظل تفاصيل تخص مرحلته وهو الاجدر من غيره في شرحها وتوضيحها وقد فعل ذلك بشكل افضل مما لو تصدى الذهبي لهذه المهمة التي كانت ستكلفه توترا في العلاقة مع نواب يقفون في الخندق المعارض لـ »ابو الراغب«.
كل حكومة ينبغي ان تكون مسؤولة عن قراراتها فإذا نجحت سجل ذلك في باب حسناتها واذا اخفقت قيّد في باب سيئاتها وفي الحالتين تظل التجربة ملكا لها وحدها.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم