-أيام الخليفة الفاطمي المعزّ ( إن صحّ وصفه خليفة) قال فيه الشاعر ابن هانئ الأندلسي قصيدة كانت محطةً من ابرز محطات الوثنية فرسم فيها طريقاً استعبادياً سبّاقاً قال فيها:
ما شئتَ لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
فكأنما أنت النبي محمد
و كأنما أنصارك الانصار .
ما توقفتُ عنده ليس كفر الشاعر و لا تملّقه المنحرف ؛ لكن ما استوقفني هو انسجام ما رمى اليه الشاعر مع سيكولوجيا المعز لدين الله والذي كان يظن أنه المعز و المذلّ ؛ فجاءت هذه القصيدة لتكمل نشوته ... تلك النشوة التي نشأت لديه بسبب انتصاراته لكنها لم تقف عند هذا ، و ليس هذا أيضا مغزى البحث ؛ فالأهم من ذلك كله هو أن لك أن تقدّر كم بلغت درجة الانسياق الاستعبادي للأمة التي كانت خلف هذا القائد و هي تحقق انتصاراتها و هو جازمٌ انه هو من حقق كل ذلك ....
الكارثة أن الانتصار هناك صنع ذلك الوثن ؛ و ذهب المعزّ و بقي الوثن ... فجاء بعد أزمان قادة لم يحققوا الا فشلا بعد فشل لكن الوثن بقي صامداً ... هو ذات وثن عبدالناصر مع سلسلة هزائمه و دماراته .... و هو ذات الوثن الذي سكن فيه بوتفليقه فأقنعه- دون انتصارات- أنه يجب ان يحكم مجددا على الكرسي المتحرك ...
الخلاصة : أن الوثن ساكن فينا فتراه يولد من انتصار ثم يصمد مع هزيمه ... حتى في حالة السكون يبقى كامناً صامداً يطوي الأجيال و لا تطويه .