ابو الشعر تحاضر حول "الدولة والمواطنة في تجربة الحكومة العربية في دمشق"
12-12-2018 06:57 PM
عمون - استغربت المؤرخة والاكاديمية الدكتورة هند ابو الشعر، عدم اكتراث الجهات الاكاديمية والفكرية بالاحتفاء بالذكرى المئوية للحكومة العربية (المملكة السورية) التي اسسها المغفور له الملك فيصل الاول بن الحسين في تشرين اول عام 1918 اثر دخول جيش الشمال الى دمشق عاصمة تلك الحكومة والتي اعتبرتها اول دولة مدنية عربية.
وقالت الدكتورة أبو الشعر، في المحاضرة التي حملت عنوان "الدولة والمواطنة في تجربة الحكومة العربية في دمشق"، والقتها مساء امس الثلاثاء في مقر رابطة الكتاب الاردنيين بعمان، ان هذه الذكرى مرت بهدوء ولم يستذكرها غير منتدى الفكر العربي، لافتة الى انها تجربة ناصعة في تاريخ عرب المشرق تفوقت على تجارب الدول العربية لانها طرحت فكرا نهضويا تنويريا بعيدا عن خطاب الكراهية والاقصاء.
وقدمت في المحاضرة التي ادارها الدكتور احمد ماضي، اضاءة حول دور جيش الشمال للثورة العربية الكبرى في دخول دمشق بقيادة المغفور له الملك فيصل الاول بن الحسين والامير زيد بن الحسين ورجالات النهضة العربية، والذي من خلاله تم انهاء الاحتلال التركي العثماني لجميع الاراضي العربية والذي بدأ بدخول السلطان سليم الاول بجيشه الى بلاد الشام عام 1516.
ولفتت الى ان هذه الدولة لم تنشأ بلا مقدمات فكرية وسياسية اذ انها خلاصة لتجربة الامة العربية التي كانت تتحفز لنحقيق كيانها القومي في دولة عربية مشرقية موحدة نادت بها الجمعيات الادبية والفكرية واصحاب الفكر التنويري من عرب المشرق وعرب المهجر، علاوة على ان اختيار دمشق مركزا للدولة العربية لم يأت بلا مبررات اذ ان دمشق كانت عبر التاريخ المركز الاداري والحضاري للدول التي قامت على ارض بلاد الشام وكانت دمشق مركز ولاية سوريا طوال العهد العثماني وفيها مؤسسات ورجال الادارة وهي الخط الاول في تحقيق حلم قائد الثورة العربية الكبرى المغفور له باذن الله الشريف الحسين بن علي باقامة دولة عربية مشرقية موحدة ما يعني انها تشكل العاصمة المناسبة لتحقيق الدولة العربية التي نادت بها ادبيات تلك المرحلة.
واشارت الى تفتح وعي الفئات المتنورة من اهالي بلاد الشام على صورة الدولة المدنية ودولة القانون مع الانفتاح على اوروبا وبلاد المهجر.
واستعرضت تجربة الشريف الحسين بن علي في التأسيس لبناء الدولة العربية المشرقية الموحدة ومنها تشكيل حكومة مع انطلاق الثورة في الحجاز وبدات بـ"هيئة الوكلاء" ومجلس الشيوخ وربط اطراف الحجاز بالاتصالات الحديثة عن طريق دوائر البرق والبريد والهاتف ومتابعة النقد وامور الحجاج وتشكيل الجيش العربي واستقدام مدربين من مصر وبلاد الشام وتوفير الطاقم الطبي والاسلحة وفتح المدرسة الهاشمية للعلوم العسكرية لتدريب ابناء الحجاز والمتطوعين العرب والاهتمام بالتعليم وفتح المدارس وغيرها.
ولفتت الى ان الجماعات التي دخلت مع المغفور له الملك فيصل الاول الى دمشق كانت بمؤهلات عالية للعمل العسكري والاداري والمدني.
--(بترا)